غريزة الميل الطبيعي بل عدوا ذلك من الآثار المترتبة عليه ان توافقا على ذلك وهذا انحراف عن سبيل الفطرة والتأمل في حال الحيوان على اختلاف أنواعه يهدى إلى أن الغاية المطلوبة منه عندها هو ارضاء الغريزة الهائجة وانسال الذرية وكذا الامعان في حال الانسان أول ما يميل إلى ذلك يعطى ان الغاية القريبة الداعية إليه عنده هو ارضاء الغريزة ويعقبه طلب الولد.
ولو كانت الغريزة الانسانية التي تدفعه إلى هذه السنة الطبيعية انما تطلب الشركة في الحياة والتعاون على واجب الماكل والمشرب والملبس والمسكن وما هذا شانه يمكن ان يتحقق بين رجلين أو بين امرأتين لظهر اثره في المجتمع البشرى واستن عليه ولا أقل في بعض المجتمعات في طول تاريخ الانسان وتزوج رجل برجل أحيانا أو امرأة بامرأة ولم تجر سنة الازدواج على وتيرة واحدة دائما ولم تقم هذه الرابطة بين طرفين أحدهما من الرجال والاخر من النساء ابدا.
ومن جهة أخرى اخذ مواليد الزنا في الازدياد يوما فيوما يقطع منابت المودة والرحمة وتعلق قلوب الأولاد بالاباء ويستوجب ذلك انقطاع المودة والرحمة من ناحية الاباء بالنسبة إلى الأولاد وهجر المودة و الرحمة بين الطبقتين الاباء والأولاد يقضى بهجر سنة الازدواج للمجتمع وفيه انقراضهم وهذا كله أيضا مما يلوح من المجتمعات الغربية.
ومن التصور الباطل ان يتصور ان البشر سيوفق يوما ان يدير رحى مجتمعه بأصول فنية وطرق علمية من غير حاجة إلى الاستعانة بالغرائز الطبيعية فيهيأ يومئذ طبقة المواليد مع الاستغناء عن غريزة حب الأولاد بوضع جوائز تسوقهم إلى التوليد والانسال أو بغير ذلك كما هو معمول بعض الممالك اليوم فان السنن القومية والقوانين المدنية تستمد في حياتها بما جهز به الانسان من القوى والغرائز الطبيعية فلو بطلت أو أبطلت انفصم بذلك عقد مجتمعه، وهيئة المجتمع قائمة بافراده وسننه مبنية على اجابتهم لها ورضاهم بها وكيف تجرى في مجتمع سنة لا ترتضيها قرائحهم ولا تستجيبها نفوسهم ثم يدوم الامر عليه.
فهجر الغرائز الطبيعية وذهول المجتمع البشرى عن غاياته الأصلية يهدد الانسانية بهلاك سيغشاها ويهتف بان امامهم يوما سيتسع فيه الخرق على الراقع وان كان اليوم لا