يحس به كل الاحساس لعدم تمام نمائه بعد.
ثم إن لهذه الفاحشة اثرا آخر سيئا في نظر التشريع الاسلامي وهو افساده للأنساب وقد بنى المناكح والمواريث في الاسلام عليها.
قوله تعالى: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق) إلى آخر الآية نهى عن قتل النفس المحترمة الا بالحق أي الا ان يكون قتلا بالحق بان يستحق ذلك لقود أو ردة أو لغير ذلك من الأسباب الشرعية، ولعل في توصيف النفس بقوله: (حرم الله) من غير تقييد إشارة إلى حرمة قتل النفس في جميع الشرائع السماوية فيكون من الشرائع العامة كما تقدمت الإشارة إليه في ذيل الآيات 151 - 153 من سورة الأنعام.
وقوله: (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا) المراد بجعل السلطان لوليه تسليطه شرعا على قتل قاتل وليه قصاصا والضميران في (فلا يسرف) و (انه) للولي، والمراد بكونه منصورا هو التسليط الشرعي المذكور.
والمعنى: ومن قتل مظلوما فقد جعلنا بحسب التشريع لوليه وهو ولى دمه سلطنة على القصاص واخذ الدية والعفو فلا يسرف الولي في القتل بان يقتل غير القاتل أو يقتل أكثر من الواحد انه كان منصورا أي فلا يسرف فيه لأنه كان منصورا فلا يفوته القاتل بسبب انا نصرناه أو فلا يسرف اعتمادا على انا نصرناه.
وربما احتمل بعضهم رجوع الضمير في قوله: (فلا يسرف) إلى القاتل المدلول عليه بالسياق، وفي قوله: (انه) إلى (من) والمعنى قد جعلنا لولى المقتول ظلما سلطنة فلا يسرف القاتل الأول باقدامه على القتل ظلما فان المقتول ظلما منصور من ناحيتنا لما جعلنا لوليه من السلطنة، وهو معنى بعيد من السياق ودونه ارجاع ضمير (انه) فقط إلى المقتول.
وقد تقدم كلام في معنى القصاص في ذيل قوله تعالى: (ولكم في القصاص حياة) البقرة: 179 في الجزء الأول من الكتاب.
قوله تعالى: (ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده) نهى