وسؤددهم إلى زمن كورش ثم اجتمع شملهم بعده برهة ثم غلب عليهم الروم وأذهبت بقوتهم و شوكتهم فلم يزالوا على ذلك إلى زمن ظهور الاسلام.
ولا يبعده الا ما تقدمت الإشارة إليه في تفسير الآيات ان فيها اشعارا بان المبعوث إلى بني إسرائيل في المرة الا ولى والثانية قوم بأعيانهم وان قوله: (ثم رددنا لكم الكرة عليهم) مشعر بان الكرة من بني إسرائيل على القوم المبعوثين عليهم اولا، وان قوله: (فإذا كان وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم) مشعر برجوع ضمير الجمع إلى ما تقدم من قوله: (عبادا لنا).
لكنه اشعار من غير دلالة ظاهرة لجواز ان يكون المراد كرة من غير بني إسرائيل على أعدائهم وهم ينتفعون بها وأن يكون ضمير الجمع عائدا إلى ما يدل عليه الكلام بسياقة من غير ايجاب السياق ان يكون المبعوثون ثانيا هم المبعوثين اولا.
ان هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا - 9. وان الذين لا يؤمنون بالآخرة اعتدنا لهم عذابا اليما - 10. ويدع الانسان بالشر دعاءه بالخير وكان الانسان عجولا - 11. وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شئ فصلناه تفصيلا - 12. وكل انسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقيه منشورا - 13. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا - 14. من اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازره وزر أخرى وما كنا