معذبين حتى نبعث رسولا - 15. وإذا أردنا ان نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا - 16. وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا - 17. من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصليها مذموما مدحورا - 18. ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا - 19. كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا - 20. انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللاخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا - 21. لا تجعل مع الله الها آخر فتقعد مذموما مخذولا - 22. (بيان) كان القبيل السابق من الآيات يذكر كيفية جريان السنة الإلهية في هداية الانسان إلى سبيل الحق ودين التوحيد ثم اسعاد من استجاب الدعوة الحقة في الدنيا والآخرة وعقاب من كفر بالحق وفسق عن الامر في دنياه وعقباه، وكان ذكر نزول التوراة وما جرى بعد ذلك على بني إسرائيل كالمثال الذي يورد في الكلام لتطبيق الحكم الكلى على افراده ومصاديقه، وهذا القبيل من الآيات يذكر جريان السنة المذكورة في هذه الأمة كما جرت في أمة موسى، وقد استنتج من الآيات لزوم التجنب عن الشرك ووجوب التزام طريق التوحيد حيث قيل: (لا تجعل مع الله الها آخر فتقعد مذموما مخذولا) قوله تعالى: (ان هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم) أي للملة التي هي أقوم كما قال تعالى: (قل انني هداني ربى إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا) الانعام: 161.
(٤٦)