جروا على ما يقتضيه خلقتهم ويرشد إليه فطرتهم الا ان ينحرفوا عن خط الخلقة ويخرجوا عن صراط الفطرة، والايماء إلى هذه النكتة يوجب ذكر وصف الرب فاحتاج السياق ان يتغير عن التكلم مع الغير إلى الغيبة ثم لما استوفيت النكتة بقوله: (عسى ربكم ان يرحمكم) عاد الكلام إلى ما كان عليه.
بحث روائي في تفسير البرهان عن ابن بابويه باسناده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال:
ان نوحا انما سمى عبدا شكورا لأنه كان يقول إذا امسى وأصبح: اللهم إني اشهدك انه ما امسى وأصبح بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد ولك الشكر بها على حتى ترضى وبعد الرضا.
أقول: وروى هذا المعنى بتفاوت يسير بعدة طرق في الكافي وتفسيري القمي والعياشي.
وفي الدر المنثور اخرج ابن مردويه عن أبي فاطمة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان نوح عليه السلام لا يحمل شيئا صغيرا ولا كبيرا الا قال: بسم الله والحمد لله فسماه الله عبدا شكورا.
أقول: والروايات لا تنافى ما تقدم من تفسير الشكر بالاخلاص فمن المعلوم ان دعاءه لم يكن الا عن تحققه بحقيقة ما دعا به ولا ينفك ذلك عن الاخلاص في العبودية.
وفي تفسير البرهان عن ابن قولويه باسناده عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله عليه السلام: في قول الله عز وجل: (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين) قال: قتل أمير المؤمنين وطعن الحسن بن علي عليه السلام (ولتعلن علوا كبيرا) قال: قتل الحسين عليه السلام (فإذا جاء وعد اولاهما) قال: إذا جاء نصر الحسين (بعثنا عليكم عبادا لنا أولى باس شديد فجاسوا خلال الديار) قوم يبعثهم الله قبل قيام القائم لا يدعون لآل محمد وترا الا اخذوه (وكان وعدا مفعولا).
أقول: وفي معناها روايات أخرى وهى مسوقة لتطبيق ما يجرى في هذه الأمة من الحوادث على ما جرى منها في بني إسرائيل تصديقا لما تواتر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان