تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٢ - الصفحة ٣٢٦
ومن لطيف ما يؤيد هذا المعنى مقارنة الكتاب بالشهادة في بعض آيات الشهادة كقوله: " واشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجئ بالنبيين والشهداء " الزمر: 69 وسيجئ إن شاء الله ان المراد به اللوح المحفوظ وقد تكرر في كلامه تعالى ان القرآن من اللوح المحفوظ كقوله: " انه لقرآن كريم في كتاب مكنون " الواقعة: 78 وقوله: " بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ " البروج: 22.
وشهادة اللوح المحفوظ وان كانت غير شهادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكنهما جميعا متوقفتان على قضاء الكتاب النازل.
(بحث روائي) في الدر المنثور اخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد: ان أعرابيا اتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسأله فقرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والله جعل لكم من بيوتكم سكنا قال الاعرابي نعم قال وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا تستخفونها قال الاعرابي نعم ثم قرأ عليه كل ذلك يقول نعم حتى بلغ كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون فولى الاعرابي فأنزل الله: " يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون " في تفسير البرهان عن ابن شهرآشوب عن الباقر عليه السلام في قوله تعالى: " يعرفون نعمة الله " الآية قال عرفهم ولاية علي وأمرهم بولايته ثم أنكروا بعد وفاته.
أقول والرواية من الجرى.
وفي تفسير العياشي عن جعفر بن أحمد عن التركي النيشابوري عن علي بن جعفر ابن محمد عن أخيه موسى بن جعفر عليه السلام إنه سئل عن هذه الآية يعرفون نعمة الله الآية قال عرفوه ثم أنكروه وفي تفسير القمي: في قوله تعالى: " ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم قال الصادق عليه السلام لكل زمان وأمة شهيد تبعث كل أمة مع امامها أقول وذيل كلامه عليه السلام مضمون قوله تعالى: " يوم ندعو كل أناس بامامهم " وفي الدر المنثور اخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن
(٣٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 ... » »»
الفهرست