مع أبيها ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة إني قد اضطجعت البارحة مع أبي. نسقيه خمرا الليلة أيضا فادخلي اضطجعي معه فنحيي من أبينا نسلا. فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة أيضا. و قامت الصغيرة واضطجعت معه. ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها. فحبلت ابنتا لوط من أبيهما.
فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب وهو أبو الموآبيين إلى اليوم والصغيرة أيضا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمى وهو أبو بنى عمون إلى اليوم. انتهى.
هذا ما قصته التوراة في لوط وقومه نقلناه على طوله ليتضح به ما تخالف القرآن الكريم من وجه القصة ومن وجوه غيرها.
ففيها كون الملك المرسل للبشرى والعذاب ملكين اثنين. وقد عبر القرآن بالرسل - بلفظ الجمع وأقله ثلاثة -.
وفيها أن أضياف إبراهيم أكلوا مما صنعه وقدمه إليهم، والقرآن ينفى ذلك ويقص أن إبراهيم خاف إذ رأى أن أيديهم لا تصل إليه.
وفيها: إثبات بنتين للوط، والقرآن يعبر بلفظ البنات. وفيها كيفية إخراج الملائكة لوطا وكيفية تعذيب القوم وصيرورة المرأة عمودا من ملح وغير ذلك.
وفيها نسبة التجسم صريحة إلى الله سبحانه، وما ذكرته من قصة لوط مع بنتيه أخيرا، والقرآن ينزه ساحة الحق سبحانه عن التجسم ويبرئ أنبياءه ورسله عن ارتكاب ما لا يليق بساحة قدسهم.
* * * وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط - 84. ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين - 85.