تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٨ - الصفحة ٣٣٠
وفي الكافي عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: " حنفاء لله غير مشركين " قال: الحنفية من الفطرة التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله قال: فطرهم على المعرفة به.
قال زرارة: وسألته عن قول الله عز وجل: " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم أ لست بربكم قالوا بلى الآية قال أخرج من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيامة فخرجوا كالذر فعرفهم وأراهم نفسه، ولولا ذلك لم يعرف أحد ربه.
وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كل مولود يولد على الفطرة يعنى على المعرفة بأن الله عز وجل خالقه، كذلك قوله: " ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله " أقول: وروي وسط الحديث العياشي في تفسيره عن زرارة بعين اللفظ، وفيه شهادة على ما تقدم من تقرير معنى الاشهاد والخطاب في الآية خلافا لما ذكره النافون أن المراد بذلك المعرفة بالآيات الدالة على ربوبيته تعالى لجميع خلقه.
وقد روى الحديث في المعاني بالسند بعينه عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام إلا أنه قال: فعرفهم وأراهم صنعه بدل قوله: فعرفهم وأراهم نفسه، ولعله من تغيير اللفظ قصدا للنقل بالمعنى زعما أن ظاهر اللفظ يوهم التجسم وفيه إفساد اللفظ والمعنى جميعا، وقد عرفت أن الرواية مروية في الكافي وتفسير العياشي بلفظ: أراهم نفسه.
وتقدم في حديث ابن مسكان عن الصادق عليه السلام قوله: قلت معاينة كان هذا؟
قال: نعم. وقد تقدم أن لا ارتباط للكلام بمسألة التجسم.
وفي المحاسن عن الحسن بن علي بن فضال عن ابن بكير عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: " وإذ أخذ ربك " الآية قال: ثبتت المعرفة في قلوبهم ونسوا الموقف، ويذكرونه يوما، ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ورازقه.
وفي الكافي بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام لا يرى بالعزل بأسا، يقرء هذه الآية: " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»
الفهرست