يعرف شيئا (نورا يمشى به في الناس) إماما يأتم به (كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) قال: الذي لا يعرف الامام.
أقول: وهو من قبيل الجرى والانطباق فسياق الآية يأبى إلا أن تكون الحياة هو الايمان والنور هو الهداية الإلهية إلى القول الحق والعمل الصالح.
وقد روى السيوطي في الدر المنثور عن زيد بن أسلم أن الآية نزلت في عمار بن ياسر، وروى أيضا عن ابن عباس وزيد بن أسلم أنها نزلت في عمر بن الخطاب وأبى جهل بن هشام والسياق يأبى كون الآية خاصة.
وفي الدر المنثور أخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم والبيهقي في الشعب من طرق عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين نزلت هذه الآية: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام) قال: إذا أدخل الله النور القلب انشرح وانفسح. قالوا: فهل لذلك آية يعرف بها؟ قال: الإنابة إلى دار الخلود - والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزول الموت.
أقول: ورواه أيضا عدة من المفسرين عن جمع من التابعين كأبى جعفر المدائني والفضل والحسن وعبد الله بن السور عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي العيون بإسناده عن حمدان بن سليمان النيشابوري قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام) قال:
فمن يرد الله أن يهديه بإيمانه في الدنيا وإلى جنته ودار كرامته في الآخرة يشرح صدره للتسليم لله والثقة به والسكون إلى ما وعد من ثوابه حتى يطمئن إليه، ومن يرد أن يضله عن جنته ودار كرامته في الآخرة لكفره به وعصيانه له في الدنيا يجعل صدره ضيقا حرجا حتى يشك في كفره (1) ويضطرب عن اعتقاده حتى يصير كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون.
أقول: وفي الحديث نكات حسنة تشير إلى ما شرحناه في البيان المتقدم.
وفي الكافي بإسناده عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: إن