صلى الله عليه وسلم فأخبر الله رسوله بأمرهم كله وما ذا أرادوا فأنزل الله: " يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر - إلى قوله - ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون " ثم قال: فيهم والله أنزلت.
أقول: وروى القصة القمي في تفسيره في حديث طويل وفيه: أن عبد الله بن أبي هو الذي كان يتكلم عن بنى النضير - وهى العزيزة - ويخوف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمرهم، وأنه كان هو القائل: " ان أوتيتم هذا فخذوه وان لم تؤتوه فاحذروا.
والرواية الأولى أصدق متنا من هذه لان مضمونها أوفق وأكثر انطباقا على سياق الآيات فإن أوائل الآيات وخاصة الآيتين الأوليين لا تنطبق سياقا على ما ذكر من قصة الدية بين بنى النضير وبنى قريظة كما لا يخفى على العارف بأساليب الكلام، وليس من البعيد ان يكون الرواية من قبيل تطبيق القصة على القرآن على حد كثير من روايات أسباب النزول، فكأن الراوي وجد القصة تنطبق على مثل قوله: " وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس " (الآية) وما قبلها، ثم رأى اتصال الآيات بادئة من قوله: " يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر " (الآية) فأخذ جميع الآيات نازلة في هذه القصة، وقد غفل عن قصة الرجم. والله أعلم.
وفى تفسير العياشي عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة بيضاء، وفتح مسامع قلبه، ووكل به ملكا يسدده، وإذا أراد الله بعبد سوء نكت في قلبه نكتة سوداء، وسد مسامع قلبه ووكل به شيطانا يضله.
ثم تلا هذه الآية: " فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا " (الآية) وقال: " ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون " وقال: " أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم ".
وفى الكافي بإسناده عن السكوني عن أبي عبد الله قال: السحت ثمن الميتة وثمن الكلب وثمن الخمر ومهر البغى والرشوة في الحكم وأجر الكاهن.
أقول: ما ذكره في الرواية إنما هو تعداد من غير حصر، وأقسام السحت كثيرة كما في الروايات، وفى هذا المعنى وما يقرب منه روايات كثيرة من طرق أئمة أهل البيت عليهم السلام.
وفي الدر المنثور اخرج عبد بن حميد عن علي بن أبي طالب انه سئل عن السحت