عكرمة: أن اليهود سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن حكم الرجم فسأل عن أعلمهم فأشاروا إلى ابن صوريا فناشده بالله هل يجدون حكم الرجم في كتابهم؟ فقال: إنه لما كثر فينا جلدنا مائة وحلقنا الرؤوس، فحكم عليهم بالرجم فأنزل الله: " يا أهل الكتاب إلى قوله - صراط مستقيم ".
وما رواه أيضا عن أبن عباس قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابن أبي، وبحري بن عمرو، وشاس بن عدي فكلمهم وكلموه، ودعاهم إلى الله وحذرهم نقمته فقالوا: ما تخوفنا يا محمد؟ نحن والله أبناء الله وأحباؤه - كقول النصارى - فأنزل الله فيهم: " وقالت اليهود والنصارى " (إلى آخر الآية). وما رواه أيضا عن ابن عباس قال: دعا رسول الله اليهود إلى الاسلام فرغبهم فيه وحذرهم فأبوا عليه؟ فقال لهم معاذ بن جبل وسعد بن عبادة وعقبة بن وهب: يا معشر اليهود اتقوا الله فوالله إنكم لتعلمون أنه رسول الله لقد كنتم تذكرونه لنا قبل مبعثه، وتصفونه لنا بصفته، فقال رافع بن حريمل، ووهب بن يهودا: ما قلنا لكم هذا، وما انزل الله من كتاب من بعد موسى، ولا ارسل بشيرا ولا نذيرا بعده فأنزل الله: " يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة " (الآية) وقد رواها في الدر المنثور عنه وعن غيره وروى غير ذلك.
ومضامين الروايات كغالب ما ورد في أسباب نظرية إنما هي تطبيقات للقضايا على مضامين الآيات ثم قضاء بكونها أسبابا للنزول فهى أسباب نظرية والآيات كأنها مطلقة نزولا.
* * * وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتيكم ما لم يؤت أحدا من العالمين - 20. يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين - 21. قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى