الثلاث يرجع إلى معنى واحد وهو العلم بمتشابه القرآن ورده إلى محكمه وكالمطهرين خصهم الله بعلم تأويل الكتاب قال تعالى " إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون " الواقعة - 79 وكالأولياء وهم أهل الوله والمحبة لله وخص بهم أنهم لا يلتفتون إلى شئ إلا الله سبحانه ولذلك لا يخافون شيئا ولا يحزنون لشئ قال تعالى " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون " يونس - 62 وكالمقربين والمجتبين والصديقين والصالحين والمؤمنين ولكل منهم خواص من العلم والادراك يختصون بها سنبحث عنها في المحال المناسبة لها.
ونظير هذه المقامات الحسنة مقامات سوء في مقابلها ولها خواص رديئة في باب العلم والمعرفة ولها أصحاب كالكافرين والمنافقين والفاسقين والظالمين وغيرهم ولهم انصباء من سوء الفهم وردائة الادراك لآيات الله ومعارفه الحقة طوينا ذكرها إيثارا للاختصار وسنتعرض لها في خلال أبحاث هذا الكتاب إنشاء الله.
العاشر أن للقرآن اتساعا من حيث انطباقه على المصاديق وبيان حالها فالآية منه لا يختص بمورد نزولها بل يجري في كل مورد يتحد مع مورد النزول ملاكا كالأمثال التي لا تختص بمواردها الأول بل تتعداها إلى ما يناسبها وهذا المعنى هو المسمى بجرى القرآن وقد مر بعض الكلام فيه في أوائل الكتاب.
(بحث روائي) في تفسير العياشي: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن المحكم والمتشابه قال: المحكم ما يعمل به والمتشابه ما اشتبه على جاهله أقول وفيه تلويح إلى أن المتشابه مما يمكن العلم به.
وفيه أيضا عنه عليه السلام: أن القرآن محكم ومتشابه - فأما المحكم فتؤمن به وتعمل به وتدين - وأما المتشابه فتؤمن به ولا تعمل به - وهو قول الله عز وجل - وأما الذين في قلوبهم زيغ - فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا والراسخون في العلم هم آل محمد