تضيق الصدر وشح النفس ويدعو إلى متابعة الهوى ويعد الفقر ويأمر بالفحشاء وبالآخرة ينتهي إلى ما لا يطابق الكتاب والسنة ويخالف الفطرة.
ثم إن الأنبياء ومن يتلوهم ربما تيسر لهم مشاهدة الملك والشيطان ومعرفتهما كما حكى الله تعالى عن آدم وإبراهيم ولوط فأغنى ذلك عن استعمال المميز وأما مع عدم المشاهدة فلا بد من استعماله كسائر المؤمنين وينتهي بالآخرة إلى تمييز الوحي وهو ظاهر.
(بحث روائي) في تفسير القمي في قوله تعالى: إذ قالت امرأة عمران الآية عن الصادق عليه السلام قال إن الله أوحى إلى عمران أني واهب لك ذكرا سويا مباركا يبرئ الاكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله وجاعله رسولا إلى بني إسرائيل فحدث عمران امرأته حنة بذلك وهي أم مريم - فلما حملت كان حملها بها عند نفسها غلاما - فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى - وليس الذكر كالأنثى لا تكون البنت رسولا يقول الله والله أعلم بما وضعت فلما وهب الله لمريم عيسى كان هو الذي بشر به عمران ووعده إياه فإذا قلنا في الرجل منا شيئا وكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك.
أقول وروى قريبا منه في الكافي عنه عليه السلام وفي تفسير العياشي عن الباقر عليه السلام.
وفي تفسير العياشي في الآية عن الصادق عليه السلام: أن المحرر يكون في الكنيسة لا يخرج منها فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى إن الأنثى تحيض فتخرج من المسجد، والمحرر لا يخرج من المسجد.
وفيه عن أحدهما: نذرت ما في بطنها للكنيسة أن يخدم العباد وليس الذكر كالأنثى في الخدمة قال فشبت وكانت تخدمهم وتناولهم حتى بلغت فأمر زكريا أن تتخذ لها حجابا دون العباد.
أقول والروايات كما ترى تنطبق على ما قدمناه في البيان السابق إلا أن ظاهرها:
أن قوله وليس الذكر كالأنثى كلام لامرأة عمران لا له تعالى ويبقى عليه وجه