أقول قوله والرسول يكون نبيا إشارة إلى إمكان اجتماع الوصفين وقد تقدم الكلام في معنى الرسالة والنبوة في تفسير قوله تعالى كان الناس أمة واحدة فبعث الله الآية: البقرة - 213.
وقوله فيكون كالمغمى عليه تفسير معنى رؤيته في المنام وأن معناه الغيبة عن الحس دون المنام المعروف وقوله يبينه الله الخ إشارة إلى التمييز بين الالقاء الملكي والشيطاني بما بينه الله من الحق.
وفي البصائر عن بريد عن الباقر والصادق عليهما السلام في حديث قال بريد:
فما الرسول والنبي والمحدث - قال الرسول الذي يظهر الملك فيكلمه - والنبي يرى في المنام - وربما اجتمعت النبوة والرسالة لواحد - والمحدث الذي يسمع الصوت ولا يرى الصورة - قال قلت أصلحك الله كيف يعلم - أن الذي رأى في المنام هو الحق وأنه من الملك قال - يوفق لذلك حتى يعرفه - لقد ختم الله بكتابكم الكتب وبنبيكم الأنبياء الحديث.
أقول وهو في مساق الحديث السابق وبيانه عليه السلام واف بتمييز المحدث ما يسمعه من صوت الهاتف وفي قوله لقد ختم الله الخ إشارة إلى ذلك وسيأتي الكلام في المحدث في ذيل الآيات التالية وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين (42) - يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين (43) - ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون (44) - إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيها في الدنيا