وهى من القضاء الحتم. وثالثها أن الشريعة الإلهية ممثلة للاخلاص لله والاخلاص له ممثل لحب الله سبحانه وبعبارة أخرى الدين الذي هو مجموع المعارف الإلهية والأمور الخلقية والاحكام العملية على ما فيها من العرض العريض لا ينتهى بحسب التحليل إلا إلى الاخلاص فقط وهو وضع الانسان ذاته وصفات ذاته وهي الأخلاق وأعمال ذاته وأفعاله على أساس أنها لله الواحد القهار والاخلاص المذكور لا يحلل إلا إلى الحب هذا من جهة التحليل ومن جهة التركيب ينتهي الحب إلى الاخلاص والاخلاص إلى مجموع الشريعة كما أن الدين بنظر آخر ينحل إلى التسليم والتسليم إلى التوحيد.
ورابعها أن تولى الكافرين كفر والمراد به الكفر في الفروع دون الأصول ككفر مانع الزكاة وتارك الصلاة ويمكن أن يكون كفر المتولي بعناية ما ينجر إليه أمر التولي على ما مر بيانه وسيأتى في سورة المائدة.
(بحث روائي) في الدر المنثور ": في قوله تعالى لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء الآية - أخرج ابن إسحاق وابن جرير - وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال - كان الحجاج بن عمرو حليف كعب بن الأشرف - وابن أبي الحقيق وقيس بن زيد - وقد بطنوا بنفر من الأنصار ليفتنوهم عن دينهم - فقال رفاعة بن المنذر وعبد الله بن جبير - وسعد بن خثيمة لأولئك النفر - اجتنبوا هؤلاء النفر من يهود - واحذروا مباطنتهم لا يفتنوكم عن دينكم - فأبى أولئك النفر فأنزل الله - لا يتخذ المؤمنون الكافرين إلى قوله - والله على كل شئ قدير.
أقول الرواية لا تلائم ظاهر الآية لما تقدم أن الكافرين في القرآن غير معلوم الاطلاق على أهل الكتاب فأولى بالقصة أن تكون سببا لنزول الآيات الناهية عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء دون هذه الآيات.
وفي الصافي: في قوله تعالى إلا أن تتقوا منهم تقية الآية عن كتاب الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث وأمرك أن تستعمل التقية في دينك فإن الله يقول