التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ٣٣٨
الله عز وجل لمن الملك اليوم فيرد على نفسه لله الواحد القهار أين الجبارون أين الذين ادعوا معي إلها آخر أين المتكبرون ونخوتهم ثم يبعث الخلق (18) وأنذرهم يوم الآزفة أي القيامة سميت بها لأزوفها أي قربها إذ القلوب لدى الحناجر فإنها ترتفع عن أماكنها فتلتصق بحلوقهم فلا تعود فيتروحوا ولا تخرج فيستريحوا كاظمين على الغم القمي قال مغمومين مكروبين ما للظالمين من حميم قريب مشفق ولا شفيع يطاع يشفع في التوحيد عن الباقر عليه السلام ما من مؤمن يرتكب ذنبا إلا ساءه ذلك وندم عليه وقد قال النبي صلى الله عليه وآله كفى بالندم توبة وقال من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن فإن من لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن ولم تجب له الشفاعة وكان ظالما والله تعالى يقول ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع (19) يعلم خائنة الأعين استراق النظر في المعاني عن الصادق عليه السلام إنه سئل عن معناها فقال ألم تر إلى الرجل ينظر إلى الشئ وكأنه لا ينظر إليه فذلك خائنة الأعين وفي المجمع في حديث ابن أبي سرح فقال له عباد بن بشير يا رسول الله إن عيني ما زالت في عينك انتظار أن تؤمى إلي فأقتله فقال إن الأنبياء لا يكون لهم خائنة الأعين وما تخفى الصدور من الضمائر (20) والله يقضى بالحق والذين يدعون من دونه وقرئ بالتاء لا يقضون بشئ تهكم بهم إن الله هو السميع البصير تقرير لعلمه بخائنة الأعين وقضائه بالحق ووعيد لهم على ما يقولون ويفعلون وتعريض بحال ما يدعون من دونه (21) أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم ما لحال الذين كذبوا الرسل قبلهم كعاد وثمود كانوا هم أشد منهم قوة قدرة وتمكنا وقرئ منكم وآثارا في الأرض مثل القلاع والمدائن الحصينة فأخذهم بذنوبهم وما كان لهم
(٣٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 ... » »»
الفهرست