التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ٣٤٣
وفي الاحتجاج عنه عليه السلام في حديث له قال كان حزقيل يدعوهم إلى توحيد الله ونبوة موسى (ع) وتفضيل محمد على جميع رسل الله وخلقه وتفضيل علي ابن أبي طالب والخيار من الأئمة عليهم السلام على ساير أوصياء النبيين وإلى البراءة من ربوبية فرعون فوشى به الواشون إلى فرعون وقالوا إن حزقيل يدعو إلى مخالفتك ويعين أعداءك على مضادتك فقال لهم فرعون ابن عمي وخليفتي على ملكي وولي عهدي إن فعل ما قلتم فقد استحق العذاب على كفره بنعمتي وإن كنتم عليه كاذبين فقد استحققتم أشد العذاب لإيثاركم الدخول في مساءة فجاء بحزقيل وجاء بهم فكاشفوه وقالوا أأنت تجحد ربوبية فرعون الملك وتكفر بنعماه فقال حزقيل أيها الملك هل جربت علي كذبا قط قال لا قال فسلهم من ربهم قالوا فرعون هذا قال ومن خالقكم قالوا فرعون هذا قال ومن رازقكم الكافل لمعايشكم والدافع عنكم مكارهكم قالوا فرعون هذا قال حزقيل أيها الملك فأشهدك وكل من حضرك أن ربهم هو ربي وخالقهم هو خالقي ورازقهم هو رازقي ومصلح معايشهم هو مصلح معايشي لا رب لي ولا رازق غير ربهم وخالقهم ورازقهم وأشهدك ومن حضرك أن كل رب ورازق وخالق سوى ربهم وخالقهم ورازقهم فأنا برئ منه ومن ربوبيته وكافر بإلهيته يقول حزقيل هذا وهو يعني أن ربهم هو الله ربي ولم يقل إن الذي قالوا أنه ربهم هو ربي وخفي هذا المعنى على فرعون ومن حضره وتوهم وتوهموا أنه يقول فرعون ربي وخالقي ورازقي فقال لهم فرعون يا رجال السوء يا طلاب الفساد في ملكي ومريدي الفتنة بيني وبين ابن عمي وهو عضدي أنتم المستحقون لعذابي لإرادتكم فساد أمري وإهلاك ابن عمي والفت في عضدي ثم أمر بالأوتاد فجعل في ساق كل واحد منهم وتد وفي صدره وتد ومر أصحاب أمشاط الحديد فشقوا بها لحومهم من أبدانهم فذلك ما قال الله تعالى فوقيه الله سيئات ما مكروا به لما وشوا به إلى فرعون ليهلكوه وحاق بال فرعون سوء العذاب وهم الذين وشوا بحزقيل إليه لما أوتد فيهم الأوتاد ومشط عن أبدانهم لحومها بالأمشاط (46) النار يعرضون عليها غدوا وعشيا في المجمع عن الصادق عليه السلام ذلك في الدنيا قبل يوم القيامة لأن في نار
(٣٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 ... » »»
الفهرست