(يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حللا طيبا) لكم (ولا تتبعوا خطوت الشيطان) قال: " ما يخطو بكم إليه، ويغريكم به من مخالفة الرسول " (1). قيل:
نزلت في قوم حرموا على أنفسهم رفيع الأطعمة والملابس (2). (إنه لكم عدو مبين):
ظاهر العداوة.
(إنما يأمركم بالسوء) قيل: هو ما أنكره العقل (3). (والفحشاء) قيل: هو ما استقبحه الشرع (4). (وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) كاتخاذ الأنداد، وتحليل المحرمات وتحريم الطيبات. ورد: " إياك وخصلتين، ففيهما هلك من هلك: إياك أن تفتي الناس برأيك، أو تدين بما لا تعلم " (5).
(وإذا قيل لهم اتبعوا ماء أنزل الله قالوا بل نتبع ماء ألفينا): وجدنا (عليه آبائنا) قال: " من الدين والمذهب " (7). (أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا): جهلة لا يتفكرون في أمر الدين (ولا يهتدون) إلى الحق والصواب.
(ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق): يصيح. من نعق الراعي بغنمه: إذا صاح بها (7). (بما لا يسمع إلا دعاء ونداء). قال: " أي: مثلهم في دعائك إياهم إلى الايمان كمثل الناعق في دعائه المنعوق به، من البهائم التي لا تفهم، وإنما تسمع الصوت " (8).
أقول: أراد - عليه السلام - أن مثل داعيهم إلى الايمان كمثل داعي البهائم، يعني أنهم لأنهما كهم في التقليد لا يلقون آذانهم إلى ما يتلى عليهم، ولا يتأملون فيما يقرر