التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٥٨٤
* (وسئل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون) *.
* (قال بل سولت) * يعني: فلما رجعوا إلى أبيهم، وقالوا له ما قال لهم أخوهم، " قال: بل سولت "، أي: زينت وسهلت * (لكم أنفسكم أمرا) * أردتموه كتعليمكم إياه أن السارق يؤخذ بسرقته. * (فصبر جميل) *: لا شكوى فيه * (عسى الله أن يأتيني بهم جميعا) *: بيوسف وبنيامين ويهوذا * (إنه هو العليم الحكيم) *.
* (وتولى عنهم) *: وأعرض عنهم * (وقال يا أسفي على يوسف) *: تعال فهذا أوانك، والأسف أشد الحزن والحسرة، والألف بدل من ياء المتكلم. وهذا الكلام من يعقوب يدل على أن مصابه بيوسف كان عنده غضا طريا، مع طول العهد. ورد: سئل:
ما بلغ من حزن يعقوب على يوسف؟ قال: " حزن سبعين ثكلى على أولادها " 1.
* (وابيضت عيناه) * لكثرة بكائه * (من الحزن) * كأن العبرة 2 محقت سوادها. والقمي:
يعني: عميت من البكاء 3. * (فهو كظيم) *: مملو من الغيظ على أولاده، ممسك له في قلبه، ولا يظهره.
* (وقالوا تالله تفتؤا تذكر يوسف) * أي: لا تفتأ ولا تزال تذكره تفجعا عليه. حذف " لا " لعدم التباسه بالاثبات. * (حتى تكون حرضا) *: مريضا من الهم، مشفيا على الهلاك * (أو تكون من الهالكين) *.
* (قال إنما أشكوا بثي وحزني) *: همي الذي لا أقدر الصبر عليه * (إلى الله) * لا إلى غيره، فخلوني وشكايتي * (وأعلم من الله) * من صنعه ورحمته * (مالا تعلمون) * فإن حسن ظني به أن يأتيني بالفرج من حيث لا أحتسب.

١ - القمي ١: ٣٥٠، عن أبي عبد الله عليه السلام.
٢ - العبرة: الدمعة قبل أن تفيض. القاموس المحيط ٢: ٨٦ (عبر).
3 - القمي 1: 350.
(٥٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 579 580 581 582 583 584 585 586 587 588 589 ... » »»
الفهرست