التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٥٨٢
* (وما كنا سرقين) *. استشهدوا بعلمهم على براءة أنفسهم. لما ثبت عندهم دلائل دينهم وأمانتهم في معاملتهم معهم، مرة بعد أخرى.
* (قالوا فما جزؤه) *: فما جزاء السرق؟ * (إن كنتم كذبين) * في ادعائكم البراءة منه.
* (قالوا جزؤه من وجد في رحله فهو جزؤه) * أي: جزاء سرقته أخذ من وجد في رحله واسترقاقه. هكذا كان شرع يعقوب. قال: " يعنون السنة التي كانت تجري فيهم أن يحبسه " 1. * (كذلك نجزى الظالمين) * بالسرقة.
* (فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه) *: بنيامين، دفعا للتهمة * (ثم استخرجها من وعاء أخيه كذلك كدنا ليوسف) * بأن علمناه إياه * (ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك) *: ملك مصر، لان حكم السارق في دينه أن يضرب ويغرم، لا أن يستعبد. * (إلا أن يشاء الله) * أن يجعل ذلك الحكم حكم الملك * (نرفع درجت من نشاء) * بالعلم، كما رفعنا درجة يوسف * (وفوق كل ذي علم عليم) *: أرفع درجة منه في علمه.
* (قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل) * القمي: يعنون يوسف 2.
وورد: " كانت لإسحاق النبي منطقة 3 يتوارثها الأنبياء والأكابر، وكانت عند عمة يوسف، وكان يوسف عندها، وكانت تحبه، فبعث إليها أبوه أن ابعثيه إلي وأرده إليك، فبعثت إليه أن دعه عندي الليلة أشمه، ثم أرسله إليك غدوة، فلما أصبحت أخذت المنطقة فربطتها في حقوه 4 وألبسته قميصا وبعثت به إليه، وقالت: سرقت المنطقة فوجدت عليه. وكان إذا سرق أحد في ذلك الزمان دفع إلى صاحب السرقة، فأخذته فكان عندها " 5. * (فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم) *: أكنها ولم يظهرها لهم

١ - العياشي ٢: ١٨٣، الحديث: ٤٤، عن أبي عبد الله عليه السلام.
٢ - القمي ١: ٣٤٩.
٣ - المنطقة: ما ينتطق به وكمنبر: شقة تلبسها المرأة وتشد وسطها. القاموس المحيط ٣: ٢٩٥ (نطق).
٤ - الحقو: موضع شد الإزار وهو الخاصرة. ومجمع البحرين ١: ١٠٥ (حقا).
5 - العياشي 2: 185، الحديث: 53، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام.
(٥٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 577 578 579 580 581 582 583 584 585 586 587 ... » »»
الفهرست