التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٥٧٥
الرسول، فقال: ارجع إلى ربك، ولو كنت مكانه ولبثت في السجن ما لبث، لأسرعت الإجابة وبادرتهم الباب وما ابتغيت العذر، إن كان 1 لحليما ذا أناة " 2.
* (قال ما خطبكن) *: قال الملك: ما شأنكن؟ * (إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حش لله ما علمنا عليه من سوء) *: من ذنب * (قالت امرأة العزيز أن حصحص الحق) *: ثبت واستقر، أو ظهر * (أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصدقين) * حيث قال:
" هي راودتني عن نفسي " 3.
* (ذلك) *. قاله يوسف لما عاد إليه الرسول وأخبره بكلامهن. أي: ذلك التثبت * (ليعلم) * العزيز * (أنى لم أخنه بالغيب) *: بظهر الغيب في حرمته * (وأن الله لا يهدى كيد الخائنين) *: لا ينفذه ولا يسدده، فيه تعريض بامرأة العزيز، وتأكيد لأمانته.
* (وما أبرئ نفسي) *: لا أنزهها، تواضع لله وتنبيه على أنه لم يرد بذلك تزكية نفسه والعجب بحاله، بل إظهار ما أنعم الله عليه من العصمة والتوفيق. * (إن النفس لامارة بالسوء إلا ما رحم ربي) *: إلا وقت رحمة ربي، أو إلا ما رحمه الله من النفوس، فعصمه عن ذلك. ويحتمل انقطاع الاستثناء يعني: ولكن رحمة ربى هي التي تصرف السوء.
وقيل: إن الآيتين من تتمة كلام امرأة العزيز، أي: ذلك الذي قلت ليعلم يوسف أني لم أكذب عليه في غيبته، وصدقت فيما سئلت عنه، و " ما أبرئ نفسي " مع ذلك من الخيانة، فإني خنته حين قذفته وسجنته، تريد الاعتذار مما كان فيه 4. وهذا التفسير هو المستفاد من كلام القمي حيث قال: " لم أخنه بالغيب " أي: لا أكذب عليه الان كما

١ - كذا في جميع النسخ، ولعل الصواب: " إنه كان " كما في المصدر والصافي.
٢ - مجمع البيان ٥ - ٦: ٢٤٠. والأناة - كقناة -: الحلم والوقار. القاموس المحيط ٤: ٣٠٢ (أنى).
3 - نفس السورة: 26.
4 - الكشاف 2: 327.
(٥٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 570 571 572 573 574 575 576 577 578 579 580 ... » »»
الفهرست