التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٤٦٩
ليس (1) من عادتهم أن يستأذنوك في التخلف، كراهة أن يجاهدوا (2). (والله عليم بالمتقين).
(إنما يستأذنك) في التخلف (الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون): يتحيرون. ورد: (من تردد في الريب سبقه الأولون، وأدركه الآخرون، ووطأته (3) سنابك (4) الشيطان) (5).
(ولو أرادوا الخروج لاعدوا له عدة): أهبة. قال: (يعني بالعدة: النية. يقول:
لو كان لهم نية لخرجوا) (6) (ولكن كره الله انبعاثهم): نهوضهم للخروج إلى الغزو، لعلمه بأنهم لو خرجوا لكانوا يمشون بالنميمة بين المسلمين (فثبطهم): بطأهم وجبنهم وكسلهم وخذلهم (وقيل اقعدوا مع القاعدين): مع النساء والصبيان وهو إذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لهم في القعود، وفي هذا دلالة على أن إذنه لم يكن قبيحا، وإن كان الأولى أن لا يأذن لهم، ليظهر للناس نفاقهم.
(لو خرجوا فيكم ما زادوكم) بخروجهم (إلا خبالا): فسادا وشرا (ولأوضعوا خلالكم): ولأسرعوا ركائبهم بينكم بالنميمة، أو بالهزيمة (7) (يبغونكم الفتنة): يريدون أن يفتنوكم بإيقاع الخلاف فيما بينكم، والرعب في قلوبكم، وإفساد نياتكم في غزوتكم (وفيكم قوم يسمعون قول المنافقين، ويقبلونه ويطيعونهم، يريد من كان ضعيف الايمان من المسلمين (8). (والله عليم بالظالمين).

(١): في (ب) و (ج): (أوليس).
(٢): البيضاوي ٣: ٦٩.
(٣): في المصدر: (قطعته).
(٤): سنابك جمع سنبك - كقنفذ -: ضرب من العدو وطرف الحافر. القاموس المحيط ٣: ٣١٧) وهو كناية عن استيلاء الشيطان.
(٥): الخصال 1: 233، ذيل الحديث: 74، عن أمير المؤمنين عليه السلام.
(6): العياشي 2: 89، الحديث: 60، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(7): في (ألف): والهزيمة).
(8): جوامع الجامع 2: 59.
(٤٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 464 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 ... » »»
الفهرست