التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٤٦٥
أربعة حرم) يحرم فيها القتال، ثلاثة سرد (1)، وهي: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، وواحد فرد وهو رجب. (ذلك الدين القيم) أي: تحريم الأشهر الأربعة هو الدين القويم (فلا تظلموا فيهن أنفسكم) بهتك حرمتها وارتكاب حرامها (وقاتلوا المشركين كافة) قال: (جميعا) (2). (كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين).
(إنما النسئ): تأخير حرمة الشهر إلى شهر آخر. كانوا إذا جاء شهر حرام وهم محاربون أحلوه وحرموا مكانه شهرا آخر، حتى رفضوا خصوص الأشهر واعتبروا مجرد العدد. وفي قراءتهم عليه السلام: (النسي) (3) كالرمي. (زيادة في الكفر) لأنه تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرمه، فهو كفر آخر ضموه إلى كفرهم. (يضل به الذين كفروا) ضلالا زايدا (يحلونه عاما ويحرمونه عاما). القمي: كان سبب نزولها: أن رجلا من (كنانة) كان يقف في الموسم فيقول: قد أحللت دماء المحلين: - طي وخثعم - في شهر المحرم وأنسأته وحرمت بدله شهر المحرم (4). (ليواطئوا): ليوافقوا (5) (عدة ما حرم الله):
عدة الأربعة المحرمة (فيحلوا) بمواطأة العدة (ما حرم الله) من القتال (زين لهم سوء أعمالهم): خذلهم الله، حتى حسبوا قبيح أعمالهم حسنا (والله لا يهدي القوم الكافرين) لعدم قبولهم الاهتداء.
(يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض):

(١): السرد: تتابع بعض حلق الدرع إلى بعض، يقال: سرد فلان الصوم: إذا والاه. مجمع البحرين ٣: ٦٨ (سرد).
(2): القمي 1: 290، عن أبي جعفر عليه السلام.
(3): في مجمع البيان (5 - 6: 28): قرأ أبو جعفر عليه السلام (النسيي) بالتشديد من غير همز، وقرأ جعفر بن محمد عليهما السلام والزهري (النسي) مخففا في وزن الهدي بغير همز.
(4): القمي 1: 290.
(5): في (ب): (ليتوافقوا).
(6): أصله: (تثاقلتم) فأدغمت التاء في الثاء، ثم أدخلت همزة الوصل ليمكن الابتداء بها. مجمع البيان 5 - 6: 30.
(٤٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 470 ... » »»
الفهرست