تباطأتم، مخلدين إلى أرضكم والإقامة بدياركم. قيل: ذلك (1) في غزوة تبوك في سنة عشر، بعد رجوعهم من الطائف، استنفروا في وقت قحط وقيظ (2) مع بعد الشقة (3) وكثرة العدو، فشق ذلك عليهم (4). القمي: وذلك لم شاع بالمدينة أن الروم قد اجتمعوا يريدون غزو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عسكر عظيم، وأن هرقل (5) قد سار في جنوده، وجلب معه القبائل، وقدموا البلقاء (6) أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالتهيؤ إلى تبوك - وهي من بلاد البلقاء - وبعث إلى القبائل حوله وإلى مكة وإلى من أسلم من خزاعة و مزينة وجهينة، وحثهم على الجهاد، فقدمت القبائل، وقعد عنه قوم من المنافقين وغيرهم (7). (أرضيتم بالحياة الدنيا) وغرورها (من الآخرة): [بدلها] (8) (فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة): في جنبها (إلا قليل): مستحقر.
(إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شئ قدير).
(إلا تنصروه فقد نصره الله): فسينصره كما نصره (إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين): لم يكن معه إلا رجل واحد (إذ هما في الغار): غار ثور، وهو جبل في يمنى مكة على مسيرة ساعة. (إذ يقول لصاحبه) وهو أبو بكر (لا تحزن):
لا تخف (إن الله معنا) بالعصمة والمعرفة. ورد: (إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقبل يقول لأبي بكر في الغار: أسكن فإن الله معنا، وقد أخذته الرعدة وهو لا يسكن، فلما