التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٤٦١
عليهم مدرارا، ووفق طائفة من أهل يمن للاسلام، فحملوا الطعام إلى مكة ثم فتح عليهم البلاد والغنائم، وتوجه إليهم الناس من أقطار الأرض. (إن الله عليم حكيم).
(قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية): ما يقرر عليهم أن يعطوه، من جزى دينه: إذا قضاه. (عن يد) مواتية (1) غير ممتنعة (وهم صاغرون):
أذلاء، يعني: تؤخذ منهم على الصغار والذل. قال: (حتى يجد ذلا لما أخذ منه، فيألم لذلك، فيسلم) (2).
(وقالت اليهود عزير ابن الله) إنما قال ذلك بعضهم ولم يقله كلهم. ورد: (إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم طالبهم فيه بالحجة، فقالوا: لأنه أحيا لبني إسرائيل التوراة بعد ما ذهبت ولم يفعل بها هذا إلا لأنه ابنه، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: كيف صار عزير ابن الله دون موسى وهو الذي جاءهم بالتوراة ورأوا منه من المعجزات ما قد علمتم؟ فإن كان عزير ابن الله لما ظهر من إكرامه من إحياء التوراة، فلقد كان موسى بالنبوة أحق وأولى) (3).
(وقالت النصارى المسيح ابن الله) وهو أيضا قول بعضهم. ورد: (إنه صلى الله عليه وآله وسلم طالبهم فيه (4) بالحجة، فقالوا: إن الله لما أظهر على يد عيسى من الأشياء العجيبة ما أظهر، فقد اتخذه ولدا على وجه الكرامة، فقال لهم صلى الله عليه وآله وسلم: فقد سمعتم ما قلته لليهود في هذا المعنى الذي ذكرتموه، ثم أعاد ذلك كله فسكتوا) (5). (ذلك قولهم بأفواههم):

(١): المواتاة: حسن المطاوعة والموافقة. وأصله الهمزة: (المؤاتاة) وخفف وكثر حتى صار يقال بالواو الخالصة. مجمع البحرين ٢: ٢١ (أتا).
(٢): القمي ١: ٢٨٨، والكافي ٣: ٥٦٦، الحديث: ١، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٣): الاحتجاج ١: ١٧، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٤): لم يرد كلمة: (في (الف) و (ج).
(٥): الاحتجاج ١: ١٨، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٤٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 456 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 ... » »»
الفهرست