التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٤٦٢
لم يأتهم به كتاب وما لهم به حجة (يضاهئون): يضاهي (1) قولهم (قول الذين كفروا من قبل) كالقائلين بأن الملائكة بنات الله (قاتلهم الله) قال: (لعنهم الله، فسمي اللعنة قتالا) (2). (أنى يؤفكون): كيف يصرفون عن الحق.
(اتخذوا أحبارهم): علماءهم (ورهبانهم): عبادهم (أربابا من دون الله) بأن أطاعوهم في تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم الله. قال: (أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم، ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم لما أجابوهم، ولكن أحلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا، فعبدوهم من حيث لا يشعرون) (3). (والمسيح ابن مريم) بأن أهلوه للعبادة.
قال: (أما المسيح فعصوه وعظموه في أنفسهم حتى زعموا أنه إله، وأنه ابن الله، و طائفة منهم قالوا: ثالث ثلاثة، وطائفة منهم قالوا: هو الله. وأما أحبارهم ورهبانهم فإنهم أطاعوا (4) وأخذوا بقولهم، واتبعوا ما أمروهم به ودانوا بما دعوهم إليه، فاتخذوهم أربابا بطاعتهم لهم، وتركهم أمر الله وكتبه ورسله، فنبذوه وراء ظهورهم. قال: وإنما ذكر هذا في كتابنا لكي نتعظ بهم) (5). (وما أمروا إلا ليعبدوا): ليطيعوا (إلها واحدا) وهو الله تعالى، وأما طاعة الرسل وأوصيائهم فهي في الحقيقة طاعة الله لأنهم عن الله يأمرون وينهون. (لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون).
(يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم): بشركهم وتكذيبهم (ويأبى الله إلا أن يتم نوره) بإعلاء التوحيد وإعزاز الاسلام (ولو كره الكافرون).
هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله): ليظهر دين

(١): ضاهاه: شاكله. القاموس المحيط ٤: ٣٥٨ (ضهى).
(٢): الاحتجاج ١: ٣٧٢، عن أمير المؤمنين عليه السلام.
(٣): العياشي ٢: ٨٧، الحديث: ٤٨، والكافي ٢: ٣٩٨، الحديث: 7، عن أبي عبد الله عليه السلام. وفي العياشي:
(فكانوا يعبدونهم من حيث لا يشعرون).
(4): في المصدر: (أطاعوهم).
(5): القمي 1: 289، عن أبي جعفر عليه السلام.
(٤٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 467 ... » »»
الفهرست