درجتين ما بين السماء والأرض " فإنه يحتمل الرفعة الحقيقية والمعنوية وإن كان الأول أظهر.
قوله: (ولكل درجات مما عملوا) [6 / 132] أي ولكل عامل بطاعة أو معصية درجات ما عملوا، أي مراتب في عمله على حسب ما يستحقه فيجازى به إن خيرا فخير وإن شرا فشر. قال المفسر:
وإنما سميت درجات لتفاضلها كتفاضل الدرج في الارتفاع والانحطاط، وإنما يعبر عن تفاضل [أهل الجنة بالدرج وعن تفاضل أهل النار بالدرك، إلا أنه لما جمع بينهم عبر عن تفاضلهم بالدرج تغليبا لصفة] أهل الجنة (1).
قوله: (وللرجال عليهن درجة) [2 / 228] أي زيادة في الحق وفضل، لان حقوقهم في أنفسهن وحقوقهن المهر والكفاف وترك الضرار ونحوها وشرف فضيلة لأنهم قوام عليهن وحراس لهن يشار كونهن في غرض الزواج وهو الولد ويخصون بفضيلة الرعاية والانفاق.
قوله: (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) [7 / 182] أي سنأخذهم قليلا قليلا ولا نباغتهم، كما يرتقي الراقي الدرجة فيتدرج شيئا بعد شئ حتى يصل إلى العلو. وفي القاموس استدرجه: خدعه واستدراج الله العبد: انه كلما جدد خطيئة جدد له نعمة وأنساه الاستغفار فيأخذه قليلا قليلا ولا يباغته (2) يعني يفاجئه، من " البغتة " وهي الفجأة.
وفي الحديث " إذا أراد الله بعبد خيرا فأذنب ذنبا اتبعه بنقمة ويذكره الاستغفار، وإذا أراد بعبد شرا فأذنب ذنبا أتبعه بنعمة لينسيه الاستغفار ويتمادى بها، وهو قوله تعالى (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) (3).
وفي الحديث " كم من مستدرج يستر الله عليه " (4).