التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٤٥٢
لم يكن له مدة فمدته أربعة أشهر) (1). ورد: (إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث أبا بكر مع براءة إلى الموسم ليقرأها على الناس، فنزل جبرئيل فقال: لا يبلغ عنك إلا علي، فدعا عليا عليه السلام فأمره أن يركب ناقته العضباء (2) وأن يلحق أبا بكر فيأخذ منه البراءة ويقرأها على الناس بمكة، قال: فقرأها عليهم وقال: لا يطوف بالبيت عريان ولا عريانة ولا مشرك إلا من كان له عهد عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فمدته إلى هذه الأربعة أشهر) (3). وفي رواية أخرى: (ومن لا عهد له فله بقية الأشهر الحرم (4). (واعلموا أنكم غير معجزي الله): لا تفوتونه وإن أمهلكم (وأن الله مخزي الكافرين): مذلهم بالقتل والأسر في الدنيا، والعذاب في الآخرة.
(وأذان من الله ورسوله إلى الناس) إيذان وإعلام، كالعطاء بمعنى الاعطاء. ورد:
(الاذان: أمير المؤمنين عليه السلام) (5). (يوم الحج الأكبر) قال: (هو يوم النحر، والأصغر: العمرة) (6). وفي رواية: (الحج الأكبر: الوقوف بعرفة وجمع ورمي الجمار، والحج الأصغر: العمرة) (7). وفي أخرى: (سمي الأكبر لأنها كانت سنة حج فيها المسلمون والمشركون، ولم يحج المشركون بعد تلك السنة) (8).
(أن الله): بأن الله (برئ من المشركين ورسوله). عطف على الضمير في

(١): العياشي ٢: ٧٤، الحديث: ٧، عن أبي جعفر عليه السلام، وفيه (من كانت له مدة).
(٢): العضباء: الناقة المشقوقة الاذن ولقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. القاموس المحيط ١: ١٠٩ (عضب).
(٣): العياشي ٢: ٧٣، الحديث: ٤، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٤): مجمع البيان ٥ - ٦: ٤، عن أمير المؤمنين عليه السلام.
(٥): القمي ١: ٢٨٢، عن علي بن الحسين عليهما السلام.
(٦): الكافي ٤: ٢٩٠، الحديث ١، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٧): العياشي ٢: ٧٦، الحديث: ١٧، والكافي ٤: ٢٦٤، ذيل الحديث: ١، عن أبي عبد الله عليه السلام. وليست في الكافي كلمة: (جمع) وهو - بالفتح فالسكون - المشعر الحرام، وهو أقرب الموقفين إلى مكة المشرفة و منه حديث آدم عليه السلام: ثم انتهى إلى جمع فجمع فيها بين المغرب والعشاء. قيل: سمي به لان الناس يجتمعون فيه ويزدلفون إلى الله تعالى، أي: يتقربون إليه بالعبادة والخير والطاعة. وقيل: لان آدم اجتمع فيها مع حواء فازدلف ودنا منها. وقيل: لأنه يجتمع فيه المغرب والعشاء. مجمع البحرين ٤: ٣١٥ (جمع).
(٨): علل الشرائع ٢: ٤٤٢، الباب: 188، ذيل الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(٤٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 ... » »»
الفهرست