التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٤٥٣
(برئ) ولا تكرير فيه، لان الأول كان إخبارا بثبوت البراءة وهذا إخبار بإعلامها الناس. (فإن تبتم) من الكفر والغدر (فهو خير لكم وإن توليتم) عن التوبة (فاعلموا أنكم غير معجزي الله): غير سابقين الله، ولا فائتين بأسه وعذابه (وبشر الذين كفروا بعذاب أليم).
(إلا الذين عاهدتم) استثناء (من المشركين) واستدراك (ثم لم ينقصوكم شيئا) من شروط العهد، ولم ينكثوا ولم يقتلوا منكم، ولم يضروكم قط (ولم يظاهروا):
ولم يعاونوا (عليكم أحدا) من أعدائكم (فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين).
(فإذا انسلخ): انقضى (الأشهر الحرم) التي أبيح للناكثين ان يسيحوا فيها. ورد: (هي يوم النحر إلى عشر مضين من ربيع الاخر) (1). (فاقتلوا المشركين) الناكثين (حيث وجدتموهم): واحبسوهم وحيلوا بينهم وبين المسجد الحرام (واقعدوا لهم كل مرصد): كل ممر وطريق ترصدونهم به، لئلا يبسطوا في البلاد (فإن تابوا) عن الشرك (وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم).
(وإن أحد من المشركين استجارك): استأمنك وطلب منك جوارك (فأجره):
فأمنه (حتى يسمع كلام الله) ويتدبره ويطلع على حقيقة الامر، فإن معظم الأدلة فيه (ثم أبلغه مأمنه) إن لم يسلم.. القمي: اقرأ عليه وعرفه، ثم لا يتعرض له حتى يرجع إلى مأمنه (2). (ذلك بأنهم قوم لا يعلمون) ما الايمان وما حقيقة ما تدعوهم إليه، فلا بد من أمانهم حتى يسمعوا ويتدبروا.

(1): العياشي 2: 77، الحديث: 22، عن أبي جعفر عليه السلام.
(2): القمي 1: 283.
(٤٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 458 ... » »»
الفهرست