التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣٤٥
(خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم).
(وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا): نكل بعضهم إلى بعض (بما كانوا يكسبون). قال: " ما انتصر الله من ظالم إلا بظالم، وذلك قوله عز وجل: " وكذلك نولي " الآية " 1.
(يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا)؟ ورد: " سئل: هل بعث الله نبيا إلى الجن؟ فقال: نعم، بعث إليهم نبيا يقال له: يوسف، فدعاهم إلى الله عز وجل، فقتلوه " 2. وورد: " إن الله عز وجل أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الجن والإنس " 3. (قالوا شهدنا على أنفسنا) بالجرم والعصيان (وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كفرين).
(ذلك) أي: إرسال الرسل (أن لم يكن): لان لم يكن (ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غفلون): لم ينبهوا برسول.
(ولكل) من المكلفين (درجت مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون).
(وربك الغنى) عن عباده وعن عبادتهم (ذو الرحمة) يترحم عليهم بالتكليف، ليعرضهم للمنافع العظيمة التي لا يحسن إيصالهم إليها إلا بالاستحقاق (إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين).
(إن ما توعدون لات وما أنتم بمعجزين): بخارجين من ملكه.
(قل يقوم اعملوا على مكانتكم) قيل: على غاية تمكنكم واستطاعتكم، أو على حالكم التي أنتم عليها 4 (إني عامل) على مكانتي (فسوف تعلمون من تكون له

١ - الكافي ٢: ٣٣٤، الحديث: 19، عن أبي جعفر عليه السلام.
2 - عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 242، الباب: 24، ذيل الحديث 1.
3 - المصدر 1: 56، الباب: 6، الحديث: 21، عن أبي جعفر عليه السلام.
4 - البيضاوي 2: 209.
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»
الفهرست