التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٣٠٥
فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني). قد سبق تفسيره في آل عمران 1. (وإذ كففت بنى اسراذئيل عنك) يعنى: اليهود حين هموا بقتله (إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم ان هذا الا سحر مبين).
(وإذ أوحيت إلى الحواريين) قال: (ألهموا) 2 وقد مر وجه تسميتهم بذلك 3.
(أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون).
(إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك). قيل: أي بحسب الحكمة والإرادة، لا بحسب القدرة 4. ووردت مقطوعا 5 قراءتها: ((هل تستطيع ربك) بالخطاب، يعنى: هل تستطيع أن تدعوا ربك) 6. (أن ينزل علينا مائدة من السماء).
المائدة: الخوان إذا كان عليه الطعام. (قال اتقوا الله) من هذا السؤال (ان كنتم مؤمنين) بكمال قدرته.
(قالوا نريد أن نأكل منها). تمهيد عذر وبيان لما دعاهم إلى السؤال (وتطمئن قلوبنا) بالمشاهدة (ونعلم أن قد صدقتنا) في ادعاء النبوة (ونكون عليها من الشاهدين) عند الذين لم يحضروها.
(قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين).
(قال الله انى منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فانى أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين). ورد: (ان عيسى عليه السلام قال لبنى إسرائيل: صوموا ثلاثين يوما، ثم

1 - ذيل الآية: 49.
2 - العياشي 1: 35، الحديث: 221، عن أبي جعفر عليه السلام.
3 - في سورة آل عمران، ذيل الآية: 52.
4 - البيضاوي 2: 175.
5 - الحديث المقطوع هو ما جاء عن التابعين ومن في حكمهم كالتابع المصاحب للامام. الدراية: 46.
6 - العياشي 1: 35، الحديث: 222، عن يحيى الحلبي.
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»
الفهرست