التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٢٦٥
كنتم مرضى). قال: (تبدأ فتغسل كفيك، ثم تفرغ بيمينك على شمالك فتغسل فرجك ومرافقك، ثم تمضمض واستنشق، ثم تغسل جسدك من لدن قرنك 1 إلى قدميك، ليس قبله ولا بعده وضوء، وكل شئ أمسسته الماء فقد أنقيته، ولو أن رجلا ارتمس في الماء ارتماسة واحدة أجزأه ذلك وان لم يدلك جسده) 2. (وان كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه). قد سبق تفسير هذه الآية في سورة النساء 3.
(ما يريد الله) بفرض الطهارات (ليجعل عليكم من حرج): من ضيق (ولكن يريد ليطهركم) من الأحداث والذنوب، فان الطهارة كفارة للذنوب، كما هي رافعة للأحداث (وليتم نعمته عليكم) بهذا التطهير (لعلكم تشكرون).
(واذكروا نعمة الله عليكم) بالاسلام (وميثاقه الذي واثقكم به). قيل: يعنى عند اسلامكم بأن تطيعوا الله فيما يفرضه عليكم. 4 ورد (ان المراد به ما بين لهم في حجة الوداع، من تحريم المحرمات وكيفية الطهارة وفرض الولاية وغير ذلك) 5. أقول:
وهذا داخل في ذاك.
(إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله) في إنساء نعمته ونقض ميثاقه (ان الله عليم بذات الصدور): بخفياتها.
(يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط). سبق تفسيره 6.
(ولا يجرمنكم): ولا يحملنكم (شنئان قوم): شدة عداوتهم وبغضهم (على ألا

١ - القرن: جانب الرأس. مجمع البحرين ٦: ٣ (قرن).
٢ - التهذيب ١: ١٤٨، الحديث: 422، عن أبي عبد الله عليه السلام.
3 - ذيل الآية: 43.
4 - مجمع البيان 3 - 4: 168.
5 - المصدر، عن أبي جعفر عليه السلام.
6 - في سورة النساء ذيل الآية: 135.
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»
الفهرست