التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٢٦٤
(يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة) قال: (من النوم) 1.
أقول: فوجوب الوضوء بغير حدث النوم مستفاد من الأخبار، كوجوب الغسل بغير الجنابة.
(فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين). الوجه ما يواجه به. قال: (كل ما أحاط به الشعر فليس على العباد أن يطلبوا ولا أن يبحثوا عنه ولكن يجرى عليه الماء) 2.
أقول: ولما كانت اليد تطلق على ما تحت الزند وعلى ما تحت المرفق وعلى ما تحت المنكب، بين الله سبحانه غاية المغسول منها، فلا دلالة في الآية على ابتداء الغسل بالأصابع وانتهائه إلى المرفق، وكذلك القول في الأرجل، فإنها تطلق على القدم وعلى ما تحت الركبة وعلى ما يشمل الفخذين، والمرفق مجمع عظمي الذراع والعضد، والكعب عظم مائل إلى الاستدارة واقع في ملتقى الساق والقدم، ويعبر عنه بالمفصل لمجاورته له.
ورد: انه سئل: أين الكعبان؟ قال: (هاهنا، يعنى المفصل دون عظم الساق) 3.
وسئل: بم علم أن المسح ببعض الرأس وبعض الرجلين؟ فأجاب: (لمكان الباء) 4 يعنى أنها للتبعيض. وسئل: (وأرجلكم) على الخفض هي أم على النصب؟ فقال: (بل هي على الخفض) 5. وقال: (فإذا مسح بشئ من رأسه أو بشئ من قدميه ما بين الكعبين إلى أطراف الأصابع فقد أجزأه) 6.
(وان كنتم جنبا فاطهروا): فاغتسلوا. عطف على فاغسلوا، كقوله: (وان

١ - التهذيب ١: ٧، الحديث: ٩، عن أبي عبد الله عليه السلام.
٢ - من لا يحضره الفقيه ١: ٢٨، الحديث: ٨٨، عن أبي جعفر عليه السلام.
٣ - الكافي ٣: ٢٦، الحديث: ٥، عن أبي جعفر عليه السلام.
٤ - المصدر: ٣، الحديث: ٤، عن أبي جعفر عليه السلام.
٥ - التهذيب ١: ٧ - ٧١، الحديث: ١٨٨، عن أبي جعفر عليه السلام.
٦ - الكافي ٣: ٢٦، الحديث: 5، عن أبي جعفر عليه السلام.
(٢٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 ... » »»
الفهرست