وسلم فينا خطيبا فقال: الحمد لله على آلائه وبلائه عندنا أهل البيت وأستعين الله على نكبات الدنيا وموبقات الآخرة وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأني [أ: أن] محمدا عبده ورسوله، أرسلني برسالته إلى جميع خلقه (ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة) [42 / الأنفال] واصطفاني على جميع العالمين من الأولين والآخرين، أعطاني مفاتيح خزائنه كلها واستودعني سره وأمرني بأمره فكان القائم وأنا الخاتم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (واتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) [102 / آل عمران] واعلموا أن الله [أ، ب: انه] بكل شئ محيط وأن الله [أ، ب: انه] بكل شئ عليم.
أيها الناس إنه سيكون بعدي قوم يكذبون علي فلا تقبلوا [أ، ب: فيقبل منهم] ذلك وأمور تأتي من بعدي يزعم أهلها أنها عني ومعاذ الله أن أقول على الله إلا حقا فما أمرتكم إلا بما أمرني به ولا دعوتكم إلا إليه (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
قال: فقام إليه عبادة بن الصامت فقال: متى ذلك يا رسول الله؟ ومن هؤلاء؟
عرفنا [هم. ب، ر] لنحذرهم. فقال: أقوام قد استعدوا للخلافة من يومهم هذا وسيظهرون لكم إذا بلغت النفس مني هاهنا - وأومأ بيده إلى حلقه -.
فقال له عبادة بن الصامت: فإذا كان كذلك فإلى من يا رسول الله قال: إذا [أ، ب: فإذا] كان ذلك فعليكم بالسمع والطاعة للسابقين من عترتي فإنهم يصدونكم عن الغي ويهدونكم إلى الرشد ويدعونكم إلى الحق فيحيون كتاب ربي [ر: كتابي] وسنتي وحديثي ويميتون [ر: يموتون] البدع ويقمعون [أ، ب: يقيمون] بالحق أهلها ويزولون مع الحق حيث ما زال، فلن يخيل إلى [ب: لي] انكم تعلمون! ولكني مجتمع عليكم إذا [أنا. أ، ر] أعلمتكم [ر: أعلمكم] ذلك فقد أعلمتكم.
أيها الناس ان الله تبارك وتعالى خلقني وأهل بيتي من طينة لم يخلق أحدا غيرنا ومن ضوي إلينا [أ: موالينا. ب، ر: ضوء] فكنا أول من ابتدأ من خلقه فلما خلقنا فتق [ب: نورا] بنورنا كل ظلمة وأحيا بنا كل طينة طيبة وأمات بنا كل طينة خبيثة ثم قال: هؤلاء خيار خلقي وحملة عرضي وخزان علمي وسادة أهل السماء والأرض، هؤلاء البررة [ر: البراء] المهتدون [ب، ر: المهتدين] المهتدى بهم، من جاءني بطاعتهم وولايتهم أولجته جنتي و [أولجته. أ. ب: أبحته] كرامتي ومن جاءني بعداوتهم والبراءة منهم أولجته ناري وضاعفت عليه عذابي وذلك جزاء الظالمين.