رأى ربه فقد كذب، ثم قرأت * (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير) * * (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب) *.. ".
فانظر يرحمك الله تعالى كيف ردت السيدة عائشة الظني بالعقل، أي بما فهمه العقل وحكم به اعتمادا على القواعد الأصلية المبنية على نصوص القرآن القطعية، وهذا هو المراد عند من قال: " إذا تعارض العقل والنقل قدم العقل " ولا يعني ذلك أن ترد الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لمجرد رفض العقل لها هكذا!! لا!! ولم يقل بهذا عاقل موحد!! فافهم هداك الله تعالى!!
(ثانيا): ابن تيمية الحراني رد حديث (خلق الله التربة يوم السبت... " الذي رواه مسلم في صحيحه بالعقل لمخالفته للقرآن وذلك في فتاواه (17 / 236) وفي دقائق التفسير (6 / 366).
وإليك يا سفر قول أئمة الحديث في ذلك:
قال الإمام الحافظ الخطيب البغدادي في " الفقيه المتفقه " (1 / 132):
" باب القول فيما يرد به خبر الواحد:
... وإذا روى الثقة المأمون خبرا متصل الإسناد رد بأمور:
أحدها: أن يخالف موجبات العقول فيعلم بطلانه، لأن الشرع إنما يرد بمجوزات العقول وأما بخلاف العقول فلا.
والثاني: أن يخالف نص الكتاب أو السنة المتواترة فيعلم أنه لا أصل له أو منسوخ.
والثالث: يخالف الإجماع فيستدل على أنه منسوخ أو لا أصل له... ".