قلنا له: كلا لم تصدق أيها الألمعي!! فإن أئمة مذهبك نصوا بأنه جالس على العرش وقد أبقى مكانا مقدرا عندهم بأربع أصابع يقعد فيه يوم القيامة سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم وهذا هو المقام المحمود بزعمهم وحسب تصورهم!! ولا يمكنك أن تنكر هذا البتة!! وإليك بعض نصوصهم في ذلك:
أ - روى الخلال الحنبلي المجسم في كتابه " السنة " (1 / 215) من طريق ليث بن أبي سليم عن مجاهد * (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) * قال:
" يقعده معه على العرش، قال أبو بكر بن أبي طالب: من رده فقد رد على الله عز وجل (1)، ومن كذب بفضيلة النبي صلى الله عليه وسلم فقد كفر بالله العظيم. وأخبرني أحمد بن أصرم بهذا الحديث، وقال: من رد هذا فهو متهم على الله ورسوله، وهو عندنا كافر، وزعم أن من قال بهذا فهو ثنوي، فقد زعم أن العلماء والتابعين ثنوية، ومن قال بهذا فهو زنديق يقتل " انتهى كلام الخلال فتأملوا!!
ب - ابن زفيل المعروف بابن قيم الجوزية ذكر هذا الجلوس وزعم أنه قول السلف في كتابه " بدائع الفوائد " (4 / 39 - 40) وزعم أيضا أنه قول الإمام الدارقطني، وقد رددت على هذا وفندته وبينت بأنه مكذوب على الدارقطني في رسالتي " البيان الكافي بغلط نسبة كتاب الرؤية للدارقطني