بكر إذا ذكر يوم أحد بكى ثم قال: ذاك كان كله يوم طلحة ثم أنشأ يحدث قال: كنت أول من فاء يوم أحد فرأيت رجلا يقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم دونه وأوراه قال يحميه فقلت كن طلحة حيث فاتني ما فاتني، فقلت يكون رجلا من قومي أحب إلي وبيني وبين المشرق رجل لا أعرفه وأنا أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله منه، وهو يخطف المشي خطفا لا أعرفه فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح فانتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كسرت رباعيته وشج في وجهه وقد دخل في وجنته حلقتان من حلق المغفر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عليكما صاحبكما يريد طلحة وقد نزف (1) فلم يلتفت إلى قوله، وذهبت لأنزع ذلك من وجهه فقال أبو عبيدة: أقسمت عليك بحقي لما تركتني فتركته، فكره أن يتناولهما بيده فيؤذي النبي صلى الله عليه وسلم فأزم (2) عليهما بفيه، فاستخرج إحدى الحلقتين ووقعت ثنيته مع