شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٤٢
(216) الأصل:
ليس من العدل القضاء على الثقة بالظن.
الشرح:
هذا مثل قول أصحاب أصول الفقه لا يجوز نسخ القرآن والسنة المتواترة بخبر الواحد، لان المظنون لا يرفع المعلوم.
ولفظ الثقة هاهنا مرادف للفظ العلم، فكأنه قال: لا يجوز أن يزال ما علم بطريق قطعية لأمر ظني.
فإن قلت: أليس البراءة الأصلية معلومة بالعقل، ومع ذلك ترفع بالأمارات الظنية كأخبار الآحاد؟
قلت: ليست البراءة الأصلية معلومة بالعقل مطلقا، بل مشروطة بعدم ما يرفعها من طريق علمي أو ظني، ألا ترى أن أكل الفاكهة وشرب الماء معلوم بالعقل حسنه، ولكن لا مطلقا، بل بشرط انتفاء ما يقتضى قبحه، فإنا لو أخبرنا إنسان أن هذه الفاكهة أو هذا الماء مسموم لقبح منا الاقدام على تناولهما، وإن كان قول ذلك المخبر الواحد لا يفيد العلم القطعي (1).

(1) ا: (علما قطعيا).
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تابع ما ورد من حكمه عليه السلام ومختار أجوبة مسائله، وكلامه 7
2 فصل في الحياء وما قيل فيه 45
3 مثل من شجاعة علي عليه السلام 60
4 قصة غزوة الخندق 62
5 ما جرى بين يحيى بن عبد الله وعبد الله بن مصعب عند الرشيد 91
6 من كلامه عليه السلام لكميل بن زياد النخعي وشرح ذلك 99
7 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن عبيد 116
8 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة 124
9 خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف 140
10 من كلامه عليه السلام في وصف صديق وشرح ذلك 183
11 نبذ من الأقوال الحكيمة في حمد القناعة وقلة الأكل 184
12 نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر والغنى 227
13 نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل 248
14 نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا وصروفها 287
15 أقوال مأثورة في الجود والبخل 316
16 نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها 326
17 مما ورد في الطيب من الآثار 341
18 نبذ مما قيل في التيه والفخر 352
19 طرائف حول الأسماء والكنى 365
20 أقوال في العين والسحر والعدوي والطيرة والفأل 372
21 نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها 383