شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ١٥٤
(272) الأصل:
وقال عليه السلام حين سأله رجل أن يعرفه ما الايمان) فقال:
إذا كان غد فأتني حتى أخبرك على أسماع الناس، فإن نسيت مقالتي حفظها عليك غيرك، فإن الكلام كالشاردة يثقفها هذا ويخطئها هذا.
قال: وقد ذكرنا ما أجابه به عليه السلام فيما تقدم من هذا الباب، وهو قوله:
(الايمان على إربع شعب).
الشرح:
يقول إذا كان غد فأتني فتكون (كان) هاهنا تامة، أي إذا حدث ووجد، وتقول: إذا كان غدا فأتني فيكون النصب باعتبار آخر، أي إذا كان الزمان غدا، أي موصوفا بأنه من الغد، ومن النحويين من يقدره: إذا كان الكون غدا، لان الفعل يدل على المصدر، والكون هو التجدد والحدوث.
وقائل هذا القول يرجحه على القول الآخر، لان الفاعل عندهم لا يحذف إلا إذا كان في الكلام دليل عليه.
ويثقفها، يجدها، ثقفت كذا بالكسر، أي وجدته وصادفته.
والشاردة: الضالة.
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تابع ما ورد من حكمه عليه السلام ومختار أجوبة مسائله، وكلامه 7
2 فصل في الحياء وما قيل فيه 45
3 مثل من شجاعة علي عليه السلام 60
4 قصة غزوة الخندق 62
5 ما جرى بين يحيى بن عبد الله وعبد الله بن مصعب عند الرشيد 91
6 من كلامه عليه السلام لكميل بن زياد النخعي وشرح ذلك 99
7 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن عبيد 116
8 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة 124
9 خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف 140
10 من كلامه عليه السلام في وصف صديق وشرح ذلك 183
11 نبذ من الأقوال الحكيمة في حمد القناعة وقلة الأكل 184
12 نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر والغنى 227
13 نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل 248
14 نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا وصروفها 287
15 أقوال مأثورة في الجود والبخل 316
16 نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها 326
17 مما ورد في الطيب من الآثار 341
18 نبذ مما قيل في التيه والفخر 352
19 طرائف حول الأسماء والكنى 365
20 أقوال في العين والسحر والعدوي والطيرة والفأل 372
21 نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها 383