شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٧٥
وروى: " نفع ما أولى باللام، يقول: أوليته معروفا.
وروى: " إن قال قائل بباطل ويفسد أمرا [قد أصلحه الله (1)] ".
وأعلم أن هذا الكتاب كتاب من شك في أبى موسى و استوحش منه، ومن قد نقل عنه إلى أبى موسى كلاما إما صدقا وإما كذبا. [وقد نقل عن أبي موسى إليه كلاما إما صدقا أيضا وإما كذبا (2)]، قال (عليه السلام): إن الناس قد تغير كثير منهم عن حظهم من الآخرة، فمالوا مع الدنيا. وإني نزلت من هذا الامر منزلا معجبا، بكسر الجيم، أي يعجب من رآه، أي يجعله متعجبا منه.
وهذا الكلام شكوى من أصحابه ونصاره من أهل العراق فإنهم كان اختلافهم عليه واضطرابهم شديدا جدا. والمنزل والنزول هاهنا مجاز واستعاره، والمعنى أنى حصلت في هذا الامر الذي حصلت فيه على حال معجبة لمن تأملها، لأني حصلت بين قوم كل واحد منهم مستبد برأي يخالف فيه رأى صاحبه، فلا تنتظم لهم كلمة ولا يستوثق لهم أمر، وإن حكمت عليهم برأي أراه أنا خالفوه وعصوه، ومن لا يطاع فلا رأى له، وأنا معهم كالطبيب الذي يداوى قرحا، أي جراحة قد قاربت الاندمال ولم تندمل بعد، فهو يخاف أن يعود علقا، أي دما.
ثم قال له: أو ليس أحد - فاعلم - أحرص على ألفه الأمة وضم نشر المسلمين.
وأدخل قوله: " فاعلم " بين اسم أو ليس وخبرها فصاحة، ويجوز رفع " أحرص " بجعله صفة لاسم " أو ليس "، ويكون الخبر محذوفا - أي أو ليس في الوجود رجل.
وتقول: قد وأيت وأيا أي، وعدت وعدا، قال له: أما أنا فسوف أفي بما وعدت وما استقر بيني وبينك، وإن كنت أنت قد تغيرت عن صالح ما فارقتني عليه.

(1) من د.
(2) من د.
(٧٥)
مفاتيح البحث: دولة العراق (1)، الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 79 81 82 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407