شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٥٧
فأمر باتخاذ الخبيص لأربعة آلاف إنسان، فأطعمهم حتى فضل، وتقدم إليهم ألا يوقد أحد منهم نارا لطعام في عسكره مع ناره.
ومنها أخطب العرب مصقلة بن رقبة، به يضرب المثل فيقال: أخطب من مصقلة.
ومنها أهدى العرب في الجاهلية وأبعدهم مغارا وأثرا في الأرض في عدوه، وهو دعيميص (1) الرمل كان يعرف بالنجوم هداية، وكان أهدى من القطا، يدفن بيض النعام في الرمل مملوءا ماء ثم يعود إليه فيستخرجه.
فاما المنذر بن الجارود فكان شريفا، وابنه الحكم بن المنذر يتلوه في الشرف، والمنذر غير معدود في الصحابة، ولا رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولا ولد له في أيامه، وكان تائها معجبا بنفسه، وفي الحكم ابنه يقول الراجز:
يا حكم بن المنذر بن الجارود * أنت الجواد ابن الجواد المحمود * سرادق المجد عليك ممدود * وكان يقال: أطوع الناس في قومه الجارود بن بشر بن المعلى، لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) فارتدت العرب، خطب قومه فقال: أيها الناس، إن كان محمد قد مات فإن الله حتى لا يموت، فاستمسكوا بدينكم، ومن ذهب له في هذه الفتنة دينار أو درهم أو بقرة أو شاة فعلى مثلاه، فما خالفه من عبد القيس أحد.
* * * قوله (عليه السلام): " إن صلاح أبيك غرني منك "، قد ذكرنا حال الجارود وصحبته وصلاحه، وكثيرا ما يغتر الانسان بحال الاباء فيظن أن الأبناء على منهاجهم، فلا يكون والامر كذلك (يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي).
قوله: " فيما رقى " بالتشديد، أي فيما رفع إلى، وأصله أن يكون الانسان في موضع عال

(1) ب: دعميص "، وانظر القاموس.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407