(٦٧) الأصل:
إذا لم يكن ما تريد، فلا تبل كيف كنت!
* * * الشرح:
قد أعجم تفسير هذه الكلمة على جماعة من الناس، وقالوا: المشهور في كلام الحكماء:
إذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون، ولا معنى لقوله: " فلا تبل كيف كنت "! وجهلوا مراده (عليه السلام).
ومراده: إذا لم يكن ما تريد فلا تبل بذلك، أي لا تكترث بفوت مرادك ولا تبتئس بالحرمان، ولو وقف على هذا لتم الكلام وكمل المعنى، وصار هذا مثل قوله: " فلا تكثر على ما فاتك منها أسفا "، ومثل قول الله تعالى: ﴿لكيلا تأسوا على ما فاتكم﴾ (1)، لكنه تمم وأكد فقال: " كيف كنت "، أي لا تبل بفوت ما كنت أملته، ولا تحمل لذلك هما كيف كنت، وعلى أي حال كنت، من حبس أو مرض أو فقر أو فقد حبيب، وعلى الجملة لا تبال الدهر، ولا تكترث بما يعكس عليك من غرضك، ويحرمك من أملك، وليكن هذا الإهوان به والاحتقار له مما تعتمده دائما على أي حال أفضى بك الدهر إليها. وهذا واضح.