شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٢١٥
(٦٧) الأصل:
إذا لم يكن ما تريد، فلا تبل كيف كنت!
* * * الشرح:
قد أعجم تفسير هذه الكلمة على جماعة من الناس، وقالوا: المشهور في كلام الحكماء:
إذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون، ولا معنى لقوله: " فلا تبل كيف كنت "! وجهلوا مراده (عليه السلام).
ومراده: إذا لم يكن ما تريد فلا تبل بذلك، أي لا تكترث بفوت مرادك ولا تبتئس بالحرمان، ولو وقف على هذا لتم الكلام وكمل المعنى، وصار هذا مثل قوله: " فلا تكثر على ما فاتك منها أسفا "، ومثل قول الله تعالى: ﴿لكيلا تأسوا على ما فاتكم﴾ (1)، لكنه تمم وأكد فقال: " كيف كنت "، أي لا تبل بفوت ما كنت أملته، ولا تحمل لذلك هما كيف كنت، وعلى أي حال كنت، من حبس أو مرض أو فقر أو فقد حبيب، وعلى الجملة لا تبال الدهر، ولا تكترث بما يعكس عليك من غرضك، ويحرمك من أملك، وليكن هذا الإهوان به والاحتقار له مما تعتمده دائما على أي حال أفضى بك الدهر إليها. وهذا واضح.

(٢١٥)
مفاتيح البحث: المرض (1)، سورة الحديد (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر بقية الخبر عن فتح مكة 7
2 65 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 22
3 66 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى عبد الله بن العباس 28
4 67 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة 30
5 68 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى سلمان الفارسي قبل أيام خلافته 34
6 سلمان الفارسي وخبر إسلامه 34
7 69 - من كتاب له عليه السلام كتبه إلى الحارث الهمداني 41
8 الحارث الأعور ونسبه 42
9 نبذ من الأقوال الحكيمة 43
10 70 - من كتاب له عليه السلام إلى سهل بن حنيف وهو عامله على المدينة 52
11 71 - من كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود 54
12 ذكر المنذر وأبيه الجارود 55
13 72 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس 60
14 73 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 62
15 74 - من حلف له عليه السلام كتبه بين ربيعة واليمن 66
16 75 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية من المدينة في أول ما بويع له بالخلاف 68
17 76 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة 70
18 77 - من وصية له عليه السلام لعبد الله بن العباس أيضا لما بعثه للاحتجاج على الخوارج 71
19 78 - من كتاب له عليه السلام أجاب به أبا موسى الأشعري عن كتاب كتبه إليه 74
20 79 - من كتاب له عليه السلام لما استخلف إلى أمراء الأجناد حكمه عليه السلام ومواعظه، ويدخل في ذلك المختار من أجوبة مسائله وكلامه 77
21 القصير في سائر أغراضه 82
22 نبذ مما قيل في الشيب والخضاب 123
23 نبذ مما قيل في المروءة 128
24 نبذ وحكايات مما وقع بين يدي الملوك 143
25 في مجلس قتيبة بن مسلم الباهلي 152
26 أقوال وحكايات حول الحمقى والمغفلين 159
27 خباب بن الأرت 171
28 محمد بن جعفر والمنصور 206
29 محنة ابن المقنع 269
30 فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم 285
31 نوادر المكثرين من الأكل 397
32 سعة الصدر وما ورد في ذلك من حكايات 407