شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٦ - الصفحة ١٣٦
الضرب، واعف الفريقين من القتال، ليعلم أينا المرين على، قلبه، المغطى على بصره، فأنا أبو الحسن، قاتل جدك وأخيك وخالك، وما أنت منهم ببعيد والسلام!
* * * قلت: وأعجب أطرب ما جاء به الدهر - وإن كانت عجائبه وبدائعه جمة - أن يفضي أمر علي عليه السلام إلى أن يصير معاوية ندا له ونظيرا مماثلا، يتعارضان الكتاب، والجواب ويتساويا فيما يواجه به أحدهما صاحبه، ولا يقول له علي عليه السلام كلمة إلا قال مثلها، وأخشن مسا منها، فليت محمدا صلى الله عليه وآله كان شاهد ذلك: ليرى عيانا لا خبرا أن الدعوة التي قام بها، وقاسى أعظم المشاق في تحملها، وكابد الأهوال في الذب عنها، وضرب بالسيوف عليها لتأييد دولتها، وشيد أركانها، وملأ الآفاق بها، خلصت صفوا عفوا لأعدائه الذين كذبوه، لما دعا إليها، وأخرجوه عن أوطانه لما حض عليها، وأدموا وجهه، وقتلوا عمه وأهله، فكأنه كان يسعى لهم ويدأب لراحتهم، كما قال أبو سفيان في أيام عثمان، وقد مر بقبر حمزه، وضربه برجله، وقال، يا أبا عمارة! إن الامر الذي اجتلدنا عليه بالسيف أمسى في يد غلماننا اليوم يتلعبون به! ثم آل الامر إلى أن يفاخر معاوية عليا، كما يتفاخر الأكفاء والنظراء.
إذا عير الطائي بالبخل مادر * وقرع قسا بالفهاهة بأقل وقال السها للشمس: أنت خفية * وقال الدجى: يا صبح لونك حائل وفاخرت الأرض السماء سفاهة * وكاثرت الشهب الحصا والجنادل فيا موت زر إن الحياة ذميمة * ويا نفس جدي إن دهرك هازل!
ثم أقول ثانيا لأمير المؤمنين عليه السلام: ليت شعري، لما ذا فتح باب الكتاب

(1) لأبي العلاء، سقط الزند 533.
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 29 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل البصرة 3
2 30 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 6
3 31 - من وصية له عليه السلام للحسن ابنه، كتبها إليه بحاضرين عند الفراق من صفين 9
4 ترجمة الحسن بن علي وذكر بعض أخباره 9
5 بعض ما قيل من الشعر في الدهر وفعله بالإنسان 55
6 أقوال حكيمة في وصف الدنيا وفناء الخلق 91
7 بعض ما قيل من الشعر في الغيرة 127
8 اعتزاز الفرزدق بقومه 129
9 وفود الوليد بن جابر على معاوية 130
10 32 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 132
11 ذكر بعض ما دار بين علي ومعاوية من الكتب 133
12 قثم بن العباس وبعض أخباره 140
13 34 - من كتاب له عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر لما بلغه توجده من عزله بالأشتر على مصر 142
14 محمد بن أبي بكر وبعض أخباره 142
15 35 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن العباس بعد مقتل محمد ابن أبي بكر 145
16 36 - من كتاب له عليه السلام إلى أخيه عقيل بن أبي طالب في ذكر جيش أنفذه إلى بعض الأعداء 148
17 37 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 153
18 38 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل مصر لما ولى عليهم الأشتر 156
19 39 - من كتاب له عليه السلام إلى عمرو بن العاص 160
20 40 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله 164
21 41 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله أيضا 167
22 اختلاف الرأي فيمن كتبه له هذا الكتاب 169
23 42 - من كتاب له عليه السلام إلى عمر بن أبي سلمة المخزومي 173
24 عمر بن أبي سلمة ونسبه وبعض أخباره 173
25 النعمان بن عجلان ونسبه وبعض أخباره 174
26 43 - من كتاب له عليه السلام إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني، وكان عامله على أردشير خرة 175
27 44 - من كتاب له عليه السلام إلى زياد بن أبيه، وقد بلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته واستلحاقه 177
28 نسب زياد بن أبيه وذكر بعض أخباره وكتبه وخطبه 179
29 45 - من كتاب له عليه السلام إلى عثمان بن حنيف عامله على البصرة 205
30 عثمان بن حنيف ونسبه 205
31 ذكر ما ورد من السير والأخبار في أمر فدك وفيه فصول: الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم 210
32 الفصل الثاني في النظر في أن النبي صلى الله عليه وسلم هل يورث أم لا؟ 237
33 الفصل الثالث في أن فدك هل صح كونها نحلة رسول الله لفاطمة أم لا 268