وحدك المفلول، وعرشك المثلول، فأربع على ظلعك (1)، واطونا على بلالتنا (2)، ليسهل لك حزننا، ويتطامن لك شاردنا، فإنا لا نرأم بوقع الضيم، ولا نتلمظ جرع الخسف، ولا نغمز بغماز الفتن، ولا نذر على الغضب. فقال معاوية: الغضب شيطان، فأربع نفسك أيها الانسان، فإنا لم نأت إلى صاحبك مكروها، ولم نرتكب منه مغضبا، ولم ننتهك منه محرما، فدونكه فإنه لم يضق عنه حلمنا ويسع غيره، فأخذ عفير بيد الوليد، وخرج به إلى منزله وقال له: والله لتؤوبن بأكثر مما آب به معدى من معاوية. وجمع من بدمشق من اليمانية، وفرض على كل رجل دينارين في عطائه، فبلغت أربعين ألفا فتعجلها من بيت المال، ودفعها إلى الوليد، ورده إلى العراق
(١٣١)