شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٢٧٥
في نفسي هذه أشد من وقعة بدر، وجعلت أقول لخالد بن الوليد: كر على القوم، فيقول وترى وجها نكر فيه حتى نظرت إلى الجبل الذي كان عليه الرماة خاليا، فقلت يا أبا سليمان، أنظر وراءك، فعطف عنان فرسه، وكررنا معه، فانتهينا إلى الجبل، فلم نجد عليه أحدا له بال، وجدنا نفيرا فأصبناهم، ثم دخلنا العسكر، والقوم غارون ينتهبون عسكرنا، فأقحمنا الخيل عليهم، فتطايروا في كل وجه، ووضعنا السيوف فيهم حيث شئنا، وجعلت أطلب الأكابر من الأوس والخزرج قتلة الأحبة، فلا أرى أحدا، هربوا فما كان حلب ناقة حتى تداعت الأنصار بينها، فأقبلت فخالطونا ونحن فرسان، فصبرنا لهم، وصبروا لنا، وبذلوا أنفسهم حتى عقروا فرسي، وترجلت فقتلت منهم عشرة، ولقيت من رجل منهم الموت الناقع، حتى وجدت ريح الدم، وهو معانقي ما يفارقني، حتى أخذته الرماح من كل ناحية، فوقع. فالحمد لله الذي أكرمهم بيدي، ولم يهني بأيديهم.
قال الواقدي: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: من له علم بذكوان بن عبد قيس فقال علي عليه السلام: أنا رأيت يا رسول الله فارسا يركض في أثره حتى لحقه، وهو يقول لا نجوت إن نجوت فحمل عليه فرسه وذكوان راجل، فضربه وهو يقول خذها وأنا ابن علاج فقتله، فأهويت إلى الفارس، فضربت رجله بالسيف، حتى قطعتها من نصف الفخذ، ثم طرحته عن فرسه فذففت عليه، وإذا هو أبو الحكم بن أخنس بن شريق بن علاج بن عمرو بن وهب الثقفي.
قال الواقدي: وقال علي عليه السلام: لما كان يوم أحد وجال الناس تلك الجولة اقبل أمية بن أبي حذيفة بن المغيرة، وهو دارع مقنع في الحديد ما يرى منه إلا عيناه، وهو يقول يوم بيوم بدر فيعرض له رجل من المسلمين، فقتله أمية، قال علي عليه السلام:
وأصمد له، فأضربه بالسيف على هامته، وعليه بيضة، وتحت البيضة مغفر، فنبا سيفي،
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213