شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٣١
يوم الخميس وما يوم الخميس ثم يبكى حتى تبل دموعه الحصباء، فقلنا له وما يوم الخميس قال يوم اشتد برسول الله صلى الله عليه وآله وجعه، فقال (ائتوني باللوح والدواة - أو قال بالكتف والدواة - اكتب لكم ما لا تضلون بعدي، فتنازعوا، فقال اخرجوا ولا ينبغي عند نبي أن يتنازع قالوا ما شانه أهجر (1) استفهموه، فذهبوا يعيدون عليه فقال (دعوني فما انا فيه خير مما تدعونني إليه) ثم أوصي بثلاث; قال (اخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو مما كنت أجيزهم)، وسكت عن الثالثة عمدا، أو قالها ونسيتها (2).
وروى أبو جعفر، عن ابن عباس قال خرج علي بن أبي طالب عليه السلام من عند رسول الله صلى الله عليه وآله في وجعه الذي توفى فيه، فقال له الناس يا أبا الحسن، كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله قال أصبح بحمد الله بارئا فاخذ العباس بيده وقال الا ترى انك بعد ثلاث عبد العصا انى لأعرف الموت في وجوه بنى عبد المطلب، فاذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسله فيمن يكن هذا الامر، فإن كان فينا علمنا ذلك، وإن كان في غيرنا وصى بنا، فقال على أخشى أن أسأله فيمنعناها فلا يعطيناها الناس (3) ابدا.
وروت عائشة قالت أغمي على رسول الله صلى الله عليه وآله والدار مملوءة من النساء أم سلمة، وميمونة، وأسماء بنت عميس، وعندنا عمه العباس بن عبد المطلب، فاجمعوا على أن يلدوه، فقال العباس لا ألده فلدوه، فلما أفاق قال من صنع بي هذا قالوا عمك قال لنا هذا دواء جاءنا من نحو هذه الأرض وأشار إلى ارض الحبشة قال فلم فعلتم ذلك فقال العباس خشينا يا رسول الله، أن يكون بك ذات الجنب، فقال (إن ذلك

(١) هجر أي اختلف كلامه.
(٢) تاريخ الطبري ١: ١٨٠٦.
(٣) تاريخ الطبري ١: ١٨٠٧.
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317