شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٢٨٧
(ستقاتل بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين)، فإذا كان قد وعده بالبقاء بعده فقد وثق بالسلامة من الاقران، وعلم أنه منصور عليهم وقاتلهم، فعلى هذا يكون جهاد طلحة والزبير أعظم طاعة منه (١).
قال شيخنا أبو جعفر رحمه الله هذا راجع على الجاحظ في النبي صلى الله عليه وآله، لان الله تعالى قال له ﴿والله يعصمك من الناس﴾ (2)، فلم يكن له في جهاده كبير طاعة، وكثير طاعة، وكثير من الناس يروى عنه صلى الله عليه وآله (اقتدوا باللذين من بعدي أبى بكر وعمر) فوجب أن يبطل جهادهما، وقد قال للزبير (ستقاتل عليا، وأنت ظالم له)، فأشعره بذلك انه لا يموت في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال في الكتاب العزيز لطلحة (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده)، قالوا نزلت في طلحة، فأعلمه بذلك انه يبقى بعده، فوجب الا يكون لهما كبير ثواب في الجهاد، والذي صح عندنا من الخبر وهو قوله (ستقاتل بعدي الناكثين)، أنه قال لما وضعت الحرب أوزارها، ودخل الناس في دين الله أفواجا، ووضعت الجزية، ودانت العرب قاطبة.
قال الجاحظ ثم قصد الناصرون لعلى، والقائلون بتفضيله إلى الاقران الذين قتلهم فأطروهم وغلوا فيهم، وليسوا هناك فمنهم عمرو بن عبد ود تركتموه أشجع من عامر ابن الطفيل وعتبة بن الحارث وبسطام بن قيس، وقد سمعنا بأحاديث حروب الفجار وما كان بين قريش ودوس وحلف الفضول، فما سمعت لعمرو بن عبد ود ذكرا في ذلك (3).

(١) انظر العثمانية ٤٩، ٥٠.
(٢) سورة المائدة ٦٧.
(٣) انظر العثمانية 49، 50.
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317