(ستقاتل بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين)، فإذا كان قد وعده بالبقاء بعده فقد وثق بالسلامة من الاقران، وعلم أنه منصور عليهم وقاتلهم، فعلى هذا يكون جهاد طلحة والزبير أعظم طاعة منه (١).
قال شيخنا أبو جعفر رحمه الله هذا راجع على الجاحظ في النبي صلى الله عليه وآله، لان الله تعالى قال له ﴿والله يعصمك من الناس﴾ (2)، فلم يكن له في جهاده كبير طاعة، وكثير طاعة، وكثير من الناس يروى عنه صلى الله عليه وآله (اقتدوا باللذين من بعدي أبى بكر وعمر) فوجب أن يبطل جهادهما، وقد قال للزبير (ستقاتل عليا، وأنت ظالم له)، فأشعره بذلك انه لا يموت في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال في الكتاب العزيز لطلحة (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده)، قالوا نزلت في طلحة، فأعلمه بذلك انه يبقى بعده، فوجب الا يكون لهما كبير ثواب في الجهاد، والذي صح عندنا من الخبر وهو قوله (ستقاتل بعدي الناكثين)، أنه قال لما وضعت الحرب أوزارها، ودخل الناس في دين الله أفواجا، ووضعت الجزية، ودانت العرب قاطبة.
قال الجاحظ ثم قصد الناصرون لعلى، والقائلون بتفضيله إلى الاقران الذين قتلهم فأطروهم وغلوا فيهم، وليسوا هناك فمنهم عمرو بن عبد ود تركتموه أشجع من عامر ابن الطفيل وعتبة بن الحارث وبسطام بن قيس، وقد سمعنا بأحاديث حروب الفجار وما كان بين قريش ودوس وحلف الفضول، فما سمعت لعمرو بن عبد ود ذكرا في ذلك (3).