شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٢٨٦
أترى رسول الله صلى الله عليه وآله خفى عليه من أمر علي عليه السلام ما لاح للجاحظ والعثمانية فمدحه وهو غير مستحق للمدح.
قال الجاحظ فصاحب النفس المختارة المعتدلة يكون قتاله طاعة، وفراره معصية، لان نفسه معتدلة، كالميزان في استقامة لسانه وكفتيه، فإذا لم يكن كذلك كان اقدامه طباعا، وفراره طباعا (1).
قال شيخنا أبو جعفر رحمه الله فيقال له فلعل انفاق أبى بكر على ما تزعم أربعين ألف درهم لا ثواب له، لان نفسه ربما تكون غير معتدلة، لأنه يكون مطبوعا على الجود والسخاء، ولعل خروجه مع النبي صلى الله عليه وآله يوم الهجرة إلى الغار لا ثواب له فيه، لان أسبابه كانت له مهيجة، ودواعيه غالبة، محبة الخروج، وبغض المقام، ولعل رسول الله صلى الله عليه وآله في دعائه إلى الاسلام وإكبابه على الصلوات الخمس في جوف الليل، وتدبيره أمر الأمة لا ثواب له فيه، لأنه قد تكون نفسه غير معتدلة، بل يكون في طباعه الرياسة وحبها، والعبادة والالتذاذ بها، ولقد كنا نعجب من مذهب أبي عثمان أن المعارف ضرورة، وانها تقع طباعا، وفى قوله بالتولد وحركة الحجر بالطبع حتى رأينا من قوله ما هو أعجب منه، فزعم أنه ربما يكون جهاد علي عليه السلام وقتله المشركين لا ثواب له فيه، لأنه فعله طبعا، وهذا اطرف من قوله في المعرفة وفى التولد.
قال الجاحظ ووجه آخر أن عليا لو كان كما يزعم شيعته، ما كان له بقتل الاقران كبير فضيلة، ولا عظيم طاعة، لأنه قد روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال له

(١) انظر العثمانية 47، 48.
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317