شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٢٨٩
لعمرك ما وليت ظهري محمدا * وأصحابه جبنا ولا خيفة القتل (1) ولكنني قلبت أمري فلم أجد * لسيفي غناء إن وقفت ولا نبلي وقفت فلما لم أجد لي مقدما * صدرت كضرغام هزبر إلى شبل (2) ثنى عطفه عن قرنه حين لم يجد * مجالا (3) وكان الحزم والرأي من فعلى فلا تبعدن يا عمرو حيا وهالكا * فقد مت محمود الثنا ماجد الفعل (4) ولا تبعدن يا عمرو حيا وهالكا * فقد كنت في حرب العدا مرهف النصل فمن لطراد الخيل تقدع بالقنا * وللبذل يوما عند قرقرة البزل (5) هنالك لو كان ابن عمرو لزارها * وفرجها عنهم فتى غير ما وغل كفتك على لن ترى مثل موقف * وقفت على شلو المقدم كالفحل (6) فما ظفرت كفاك يوما بمثلها * أمنت بها ما عشت من زلة النعل.
وقال هبيرة بن أبي وهب أيضا، يرثى عمرا ويبكيه:
لقد علمت عليا لؤي بن غالب * لفارسها عمرو إذا ناب نائب (7) وفارسها عمرو إذا ما يسوقه * علي وان الموت لا شك طالب (8) عشية يدعوه على وانه * لفارسها إذ خام عنه الكتائب (9)

(1) سيرة ابن هشام 3: 301، 302.
(2) مقدما، اي لم أجد من يقدمني. وصدرت: اي رجعت. الضرغام: الأسد. الهزبر: الشديد: والشبل: ابن الأسد.
(3) ابن هشام: (لم يجد مكرا).
(4) الثنا: الذكر الطيب. والماجد: الشريف.
(5) تقدع: تكف. والقرقرة: أصوات فحول الإبل. والبزل: جمع بازل وهو في الأصل البعير الذي فطر نابه، وذلك زمان اكتمال قوته.
(6) ابن هشام: (فعنك علي).
(7) إذا ناب نائب، اي إذا عرض اي مكروه.
(8) ابن هشام: (لفرسها عمرو إذا ما يسومه).
(9) خام: جبن ورجع هيبة وخوفا.
(٢٨٩)
مفاتيح البحث: الموت (1)، القتل (1)، الحرب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»
الفهرست