شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ١٩٣
على مذهبهم ثم إن مذهبنا في محاربي أمير المؤمنين عليه السلام معروف، لأنهم عندنا كانوا كفارا بمحاربته لوجوه:
الأول منها إن من حاربه كان مستحلا لقتاله، مظهرا انه في ارتكابه على حق، ونحن نعلم أن من أظهر استحلال شرب جرعة خمر هو كافر بالاجماع، واستحلال دماء المؤمنين فضلا عن أفاضلهم وأكابرهم أعظم من شرب الخمر واستحلاله، فيجب أن يكونوا من هذا الوجه كفارا.
الثاني انه عليه السلام قال له بلا خلاف بين أهل النقل (حربك يا علي حربي، وسلمك سلمى) ونحن نعلم أنه لم يرد الا التشبيه بينهما في الاحكام، ومن احكام محاربي النبي صلى الله عليه وآله الكفر بلا خلاف.
الثالث إن النبي صلى الله عليه وآله قال له بلا خلاف أيضا (اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه وانصر من نصره، واخذل من خذله)، وقد ثبت عندنا أن العداوة من الله لا تكون الا للكفار الذين يعادونه دون فساق أهل الملة.
الرابع قوله انا لا نعلم ببقاء هؤلاء المخلفين إلى أيام أمير المؤمنين عليه السلام فليس بشئ، لأنه إذا لم يكن ذلك معلوما ومقطوعا عليه، فهو مجوز وغير معلوم خلافه، والجواز كاف لنا في هذا الموضع.
ولو قيل له من أين علمت بقاء المخلفين المذكورين في الآية على سبيل القطع إلى أيام أبى بكر لكان يفزع إلى أن يقول حكم الآية يقتضى بقاءهم حتى يتم كونهم مدعوين إلى قتال أولي الباس الشديد على وجه يلزمهم فيه الطاعة، وهذا بعينه يمكن أن يقال له، ويعتمد في بقائهم إلى أيام أمير المؤمنين عليه السلام على ما يوجبه حكم الآية.
فان قيل كيف يكون أهل الجمل وصفين كفارا ولم يسر أمير المؤمنين عليه السلام
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317